«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ».۱
وتدلّ جميع هذه الآيات بوضوح على أنّ سياسة النظام الإسلاميّ هي إيصال المجتمع العالميّ إلى وحدة الأديان في نهاية المطاف، وجعل الشريعة الإسلاميّة الأصيلة هي الدين الوحيد الحاكم للعالم. وتصرّح أحاديث أهل البيت عليهمالسلام ـ وبخاصّة ما ورد منها في تفسير الآيات المتقدّمة ـ بتحقّق هذه الحادثة العظيمة في عصر حكومة الإمام المهديّ علیه السلام .۲
قال الإمام الباقر عليهالسلام في تفسير آية: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»۳:
إنَّ ذلِكَ۴ يَكونُ عِندَ خُروجِ المَهدِيِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ، فَلا يَبقى أحَدٌ إلاّ أقَرَّ بِمُحَمَّدٍ.۵
وفي تفسير آية: «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»۶، روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه خاطب المفضّل قائلاً:
۰.فَوَاللّهِ يا مُفَضَّلُ، لَيُرفَعُ عَنِ المِلَلِ وَالأَديانِ الاِختِلافُ، ويَكونُ الدّينُ كلُّهُ واحِداً.۷
وجدير بالاهتمام استناداً إلى روايات أهل البيت عليهمالسلام، هو أنّ اتّحاد الأديان في الحكومة المهدويّة لا يتمّ كُرهاً، بل تجذب السياسات الثقافيّة للإمام المهديّ علیه السلام شعوب العالم تدريجاً لتحتضن الإسلام وتعتنقه.۸