بوسعنا الإجابة عن السؤل المتقدّم استناداً إلى الأحاديث المؤّدة على أنّ سيرة الإمام المهديّ علیه السلام في الحكم مؤّسة على سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله والإمام عليّ، فنقول: إنّ الحكومة المهدويّة تكافح بعض المفاسد فوريّاً، وأمّا القسم الآخر من السلبيّات فستحاربه تدريجيّاً.
وقد صُنّفت المفاسد الاجتماعيّة في السيرة النبويّة والعلويّة إلى قسمين:
القسم الأوّل: مفاسد لها أرضيّة اجتماعيّة كافية لمكافحتها فوراً، ففي مثل هذه الموارد تبدأ مكافحتها في وقت بدء المسؤليّة ؛ مثل مكافحة الشرك والظلم.
القسم الثاني: مفاسد ليست لها أرضيّة اجتماعيّة كافية لمكافحتها، وفي مثل هذه الموارد تُكافح السلبيّات شيئاً فشيئاً، مثل نزول بعض التشريعات الإسلاميّة تدريجيّاً في العصر النبويّ، ومكافحة الإمام عليّ عليهالسلام للفساد الإداريّ والاقتصاديّ من أوّل أيّام الحكومة، ولكنّ الأرضية لم تكن مهيّأة لبعض الإصلاحات الثقافيّة، فقد كان عليهالسلام يقول:
۰.لَو قَدِ استَوَت قَدَمايَ مِن هذِهِ المَداحِضِ لَغَيَّرتُ أشياءَ.۱
ولذلك توقّفت مكافحة بعض الانحرافات في الحكومة العلويّة على توفّر الأرضيّات اللاّزمة.۲
وعلى هذا الأساس يبدو أنّ مكافحة بعض الانحرافات في الحكومة المهدويّة يكون دفعة واحدة، ويبدأ بالتزامن مع ظهور الإمام المهديّ علیه السلام ، ولكن تصحيح الثقافة العامّة يتحقّق بنحو تدريجيّ مع تخطيط خاصّ.
۵. استئصال الضلال
إنّ التطوّر العلميّ والمعرفيّ، والاطّلاع على المعارف القرآنيّة الأصيلة، والمكافحة