يذكّر الإمام عليهالسلام في كلامه بأُمور مهمّة جدّاً تخصّ المعارف القرآنيّة، وهي:
الأوّل: القرآن الكريم تلخيص لعلم الماضين والآتين، بحيث لا يملك من يدّعي العلم والمعرفة كلاماً جديداً حيال هذا الكتاب السماويّ.
الثاني: تختصّ المعارف القرآنيّة العميقة والواسعة بالنبيّ صلىاللهعليهوآله، وقد علّمها للإمام عليّ عليهالسلام، وسيبقى هذا التراث العلميّ في أهل بيته إلى يوم القيامة.
الثالث: لا سبيل للناس إلى الاطّلاع الكامل على معارف القرآن إلاّ بالرجوع إلى أهل البيت عليهمالسلام.
ومن الواضح أنّه لم تتوفّر الأرضيّة اللاّزمة في الزمن القصير لنبوّة خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله لتبيين كامل المعارف القرآنيّة للناس كافّة ؛ ولذلك علّم النبيّ صلىاللهعليهوآله حقائق هذا الكتاب السماويّ للإمام عليّ عليهالسلام كي تنتقل إلى الأئمّة من أهل بيته عليهمالسلام، ومن ثمّ تأخذ طريقها إلى الباحثين القرآنيّين في الوقت المناسب، إلاّ أنّ القمع السياسيّ لم يُتح فرصةً كافية إبّان إمامة سائر أئمّة أهل البيت عليهمالسلام أيضاً.
ولكن في الدولة العالميّة لأهل البيت عليهمالسلام حيث تتوفّر أرضيّة كاملة لبيان حقائق القرآن، ستكون إحدى السياسات الرئيسة للحكومة المهدويّة هي تعريف الناس بحقائق هذا الكتاب السماويّ، وبما أنّ معرفة ترتيب نزول الآيات يشكّل دورا مهمّا في فهم معارف القرآن الكريم، سيكون تعليم القرآن على أساس هذا الترتيب من البرامج الأساسيّة للإمام عليهالسلام.۱
۳. توسعة المساجد والمراكز الثقافيّة
يتطلّب زيادة الاطّلاع على المعارف القرآنيّة ونشر وتعميق المعرفة والمفاهيم الدينيّة مراكزَ واسعة للتربية والتعليم، ولذلك فتوسيع المراكز الثقافيّة يعدّ من السياسات المهمّة