307
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

يذكّر الإمام عليه‏السلام في كلامه بأُمور مهمّة جدّاً تخصّ المعارف القرآنيّة، وهي:

الأوّل: القرآن الكريم تلخيص لعلم الماضين والآتين، بحيث لا يملك من يدّعي العلم والمعرفة كلاماً جديداً حيال هذا الكتاب السماويّ.

الثاني: تختصّ المعارف القرآنيّة العميقة والواسعة بالنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وقد علّمها للإمام عليّ عليه‏السلام، وسيبقى هذا التراث العلميّ في أهل بيته إلى يوم القيامة.

الثالث: لا سبيل للناس إلى الاطّلاع الكامل على معارف القرآن إلاّ بالرجوع إلى أهل البيت عليهم‏السلام.

ومن الواضح أنّه لم تتوفّر الأرضيّة اللاّزمة في الزمن القصير لنبوّة خاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لتبيين كامل المعارف القرآنيّة للناس كافّة ؛ ولذلك علّم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حقائق هذا الكتاب السماويّ للإمام عليّ عليه‏السلام كي تنتقل إلى الأئمّة من أهل بيته عليهم‏السلام، ومن ثمّ تأخذ طريقها إلى الباحثين القرآنيّين في الوقت المناسب، إلاّ أنّ القمع السياسيّ لم يُتح فرصةً كافية إبّان إمامة سائر أئمّة أهل البيت عليهم‏السلام أيضاً.

ولكن في الدولة العالميّة لأهل البيت عليهم‏السلام حيث تتوفّر أرضيّة كاملة لبيان حقائق القرآن، ستكون إحدى السياسات الرئيسة للحكومة المهدويّة هي تعريف الناس بحقائق هذا الكتاب السماويّ، وبما أنّ معرفة ترتيب نزول الآيات يشكّل دورا مهمّا في فهم معارف القرآن الكريم، سيكون تعليم القرآن على أساس هذا الترتيب من البرامج الأساسيّة للإمام عليه‏السلام.۱

۳. توسعة المساجد والمراكز الثقافيّة

يتطلّب زيادة الاطّلاع على المعارف القرآنيّة ونشر وتعميق المعرفة والمفاهيم الدينيّة مراكزَ واسعة للتربية والتعليم، ولذلك فتوسيع المراكز الثقافيّة يعدّ من السياسات المهمّة

1.. راجع: ص ۱۷۵ (الفصل الثالث / تعليم القرآن على ما انزل).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
306

إذا قامَ قائِمُنا، وَضَعَ اللّه‏ُ يَدَهُ عَلى رُؤسِ العِبادِ؛ فَجَمَعَ بِها عُقولَهُم، وكَمُلَت بِهِ أحلامُهُم۱.۲

وهذا يعني أنّ أوّل لطف وعناية إلهيّة بالناس حين قيام الإمام المهديّ علیه السلام هو تطوّرهم العقليّ وتكاملهم العلميّ.

ونُقل في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه قال:

العِلمُ سَبعَةٌ وعِشرونَ حَرفاً، فَجَميعُ ما جاءَت بِهِ الرُّسُلُ حَرفانِ، فَلَم يَعرِفِ النّاسُ حَتَّى اليَومِ غَيرَ الحَرفَينِ، فَإِذا قامَ القائِمُ عليه‏السلام أخرَجَ الخَمسَةَ وَالعِشرينَ حَرفاً فَبَثَّها فِي النّاسِ، وَضَمَّ إليهَا الحَرفَينِ حَتّى يَبُثَّها سَبعَةً وعِشرينَ حَرفاً.۳

ولا شكّ بأنّ التطوّر المعجز للفكر والعقل، والتقدّم العلميّ المتجاوز لحدود التصوّر، سيمهّدان لتقدّم شامل، ويُفضيان إلى بلوغ قمم المجتمع المثاليّ والحضارة الإسلاميّة الحديثة.

۲. الاطّلاع الكامل على المعارف القرآنيّة

القرآن خلاصة ما يحتاجه الإنسان من معارف. قال الإمام عليّ عليه‏السلام بتعبير رفيع واصفاً هذا الكتاب السماويّ:

سَلوني عَنِ القُرآنِ؛ فَإِنَّ فِي القُرآنِ عِلمَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ، لَم يَدَع لِقائِلٍ مَقالاً، ولا يَعلَمُ تَأويلَهُ إلاَّ اللّه‏ُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ، ولَيسوا بِواحِدٍ، ورَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كانَ واحِداً مِنهُم عَلَّمَهُ اللّه‏ُ سُبحانَهُ إيّاهُ، وعَلَّمَنيهِ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ثُمَّ لا يَزالُ في بَقِيَّتِهِ إلى يَومِ القِيامَةِ.۴

1.. الحلم : الأناة والعقل لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۴۶ «حلم» .

2.. راجع: ص ۱۷۳ ح ۱۷۸۹.

3.. راجع: ص ۱۷۴ ح ۱۷۹۲.

4.. تأويل الآيات الظاهرة: ج ۲ ص ۵۵۵ ح ۱۰، تفسير فرات: ص ۶۸ ح ۳۸، كتاب سليم بن قيس: ج ۲ ص ۹۴۲ح ۷۸ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8156
صفحه از 483
پرینت  ارسال به