هُوَ رَجُلٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ، كأَنَّهُ مِن رِجالِ شَنوءَةَ۱، عَلَيهِ عَباءَتانِ قَطَوانِيَّتانِ، اسْمُهُ اسْمي، فَعِندَ ذلِك تُفرِخُ الطُّيورُ في أوكارِها، وَالحيتانُ في بِحارِها، وتُمَدُّ الأَنهارُ، وتَفيضُ العُيونُ، وتُنبِتُ الأَرضُ ضِعفَ أُكُلِها، ثُمَّ يُسَيِّرُ مُقَدِّمَتَهُ جَبرَئيلُ، وساقيهِ إسرافيلُ، فَيَملأُ الأَرضَ عَدلاً وَقِسطاً كما مُلِئَت جَوراً وظُلماً.۲
وبعد قيام الإمام المهديّ علیه السلام وتطبيق سياسته القاطعة في محاربة الظلم بهذا العالم المشحون ظلماً وجوراً، يزخر بعد مدّة قصيرة بالقسط والعدل، حتّى تدخل العدالة في كلّ البيوت وتعمّ البرّ والفاجر.۳
وهكذا يفيض المجتمع البشريّ حياةً بعدالة الحكومة المهدويّة بعد أن عاش موتاً معنويّاً بظلم الجبابرة. وقد ورد في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام في بيان الآية: «اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا»۴ أنّه قال:
۰.أي يُحييهَا اللّهُ بِعَدلِ القائِمِ عِندَ ظُهورِهِ، بَعدَ مَوتِها بِجَورِ أئِمَّةِ الضَّلالِ.۵
محاربة الظلم مبدأ جميع الإصلاحات
إنّ بداية قيام الأنبياء وخاتم الأوصياء بمحاربة الظلم والدعوة إلى العدالة الاجتماعيّة، يبيّن أنّ الظلم أعظم منكر والعدل أعظم معروف من منظار جميع الأديان الإلهيّة الحقيقيّة.
وعلى هذا الأساس، يوضّح توجّه الإمام المهديّ علیه السلام نحو الكفاح والإصلاح أنّه لو أُغلق سجلّ الظلم في العالم لانطوت جذريّاً جميع صفحات المفاسد والانحرافات، ولو تثبّتت أركان العدالة الاجتماعيّة في العالم، لتحقّقت جميع القيم الإنسانيّة والإسلاميّة في