العلاقة بين نشر العدالة وقيادة المعصوم
إنّ اعتبار العدالة الاجتماعيّة هي الحكمة في بعثة الأنبياء يعني: أنّ تطبيق تلك العدالة تطبيقاً حقيقيّاً وكاملاً لايمكن إلاّ في حكومة الأنبياء وأوصيائهم المعصومين، وتؤّد هذه الحقيقة: التجربة التاريخيّة لقيام الدعاة إلى العدالة.
ورد في حديث بسند معتبر عن الإمام الصادق عليهالسلام:
۰.ما يَكونُ هذَا الأَمرُ حَتّى لا يَبقى صِنفٌ مِنَ النّاسِ إلاّ وقَد وُلّوا عَلَى النّاسِ، حَتّى لا يَقولَ قائِلٌ: «إنّا لَو وُلّينا لَعَدَلنا»، ثُمَّ يَقومُ القائِمُ بِالحَقِّ وَالعَدلِ.۱
نعم، يظهر الإمام المهديّ علیه السلام في وقت جرّب البشر فيه جميع أنواع الحكومات المدّعية للعدالة والحرّية وحقوق الإنسان، وتوصّلوا إلى نتيجة هي أنّه لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعيّة بمفهومها الحقيقيّ والكامل في كلّ العالم إلاّ بقيادة الأنبياء وأوصيائهم.
العلاقة بين نشر العدالة ومحاربة الظلم
لا يمكن نشر العدالة بدون محاربة الظلم ومواجهة أئمّة الاستكبار ؛ ولذلك دخل جميع الأنبياء الإلهيّين في صراع مع الظلمة المستكبرين والمترفين كخطوة أُولى على طريق تحقيق العدالة الاجتماعيّة، وفي هذا السياق تأتي مقارعة الجبابرة كأوّل خطّة في قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، هذا الكنز الإلهيّ المدّخر لاستئصال الظلم والفساد والدمار.
ورد في حديث عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال:
۰.إذا كانَ عِندَ خُروجِ القائِمِ يُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: أيُّهَا النّاسُ! قُطِعَ عَنكم مُدَّةُ الجَبّارينَ، ووَلِيَ الأَمرَ خَيرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَالحَقوا بِمَكّةَ. فَيَخرُجُ النُّجَباءُ مِن مِصرَ، وَالأَبدالُ مِنَ الشّامِ، وعَصائِبُ العِراقِ؛ رُهبانٌ بِاللَّيلِ لُيوثٌ بِالنَّهارِ، كأَنَّ قُلوبَهُم زُبَرُ الحَديدِ، فَيُبايِعونَهُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ....
قالَ عِمرانُ بنُ الحُصَينِ: يا رَسولَ اللّهِ، صِف لَنا هذَا الرَّجُلَ. قالَ صلىاللهعليهوآله: