301
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

العلاقة بين نشر العدالة وقيادة المعصوم

إنّ اعتبار العدالة الاجتماعيّة هي الحكمة في بعثة الأنبياء يعني: أنّ تطبيق تلك العدالة تطبيقاً حقيقيّاً وكاملاً لايمكن إلاّ في حكومة الأنبياء وأوصيائهم المعصومين، وتؤّد هذه الحقيقة: التجربة التاريخيّة لقيام الدعاة إلى العدالة.

ورد في حديث بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه‏السلام:

۰.ما يَكونُ هذَا الأَمرُ حَتّى لا يَبقى صِنفٌ مِنَ النّاسِ إلاّ وقَد وُلّوا عَلَى النّاسِ، حَتّى لا يَقولَ قائِلٌ: «إنّا لَو وُلّينا لَعَدَلنا»، ثُمَّ يَقومُ القائِمُ بِالحَقِّ وَالعَدلِ.۱

نعم، يظهر الإمام المهديّ علیه السلام في وقت جرّب البشر فيه جميع أنواع الحكومات المدّعية للعدالة والحرّية وحقوق الإنسان، وتوصّلوا إلى نتيجة هي أنّه لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعيّة بمفهومها الحقيقيّ والكامل في كلّ العالم إلاّ بقيادة الأنبياء وأوصيائهم.

العلاقة بين نشر العدالة ومحاربة الظلم

لا يمكن نشر العدالة بدون محاربة الظلم ومواجهة أئمّة الاستكبار ؛ ولذلك دخل جميع الأنبياء الإلهيّين في صراع مع الظلمة المستكبرين والمترفين كخطوة أُولى على طريق تحقيق العدالة الاجتماعيّة، وفي هذا السياق تأتي مقارعة الجبابرة كأوّل خطّة في قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، هذا الكنز الإلهيّ المدّخر لاستئصال الظلم والفساد والدمار.

ورد في حديث عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال:

۰.إذا كانَ عِندَ خُروجِ القائِمِ يُنادي مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: أيُّهَا النّاسُ! قُطِعَ عَنكم مُدَّةُ الجَبّارينَ، ووَلِيَ الأَمرَ خَيرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَالحَقوا بِمَكّةَ. فَيَخرُجُ النُّجَباءُ مِن مِصرَ، وَالأَبدالُ مِنَ الشّامِ، وعَصائِبُ العِراقِ؛ رُهبانٌ بِاللَّيلِ لُيوثٌ بِالنَّهارِ، كأَنَّ قُلوبَهُم زُبَرُ الحَديدِ، فَيُبايِعونَهُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ....

قالَ عِمرانُ بنُ الحُصَينِ: يا رَسولَ اللّه‏ِ، صِف لَنا هذَا الرَّجُلَ. قالَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

1.. راجع: ص ۱۶۰ ح ۱۷۶۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
300

(۱)

أهمّ السياسات المصيريّةً

الثورة المهدويّة أكبر ثورة ينضوي تحت لوائها جميعُ أنحاء العالم، وستسود في ضوئها جميع القيم الإنسانيّة والإسلاميّة على البشركافّة، وبناء عليه فسيرة الإمام المهديّ علیه السلام وسياساته الحكوميّة نموذج ملهم للثورات الممهدّة لحكومته العالميّة.

وسنبدأ الحديث عن الموضوع بتوضيح السياسات الحكوميّة الأكثر مصيريّة للإمام المهديّ علیه السلام :

مكافحة الظلم ومحوريّة العدل

أهمّ خصائص قيام الإمام المهديّ علیه السلام وأكبر سياساته الحكوميّة مصيريّة هي: مكافحة الظلم، ومواجهة أئمّة الاستكبار، وتوفير عدالة فرديّة واجتماعيّة شاملة. فأصل مكافحة الظلم ونشر العدل أهمّ حكمة لبعثة جميع الأنبياء الإلهيّين، قال اللّه‏ سبحانه:

«لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ».۱

وهنا بعض الأُمور ينبغي الالتفات إليها:

1.. الحديد: ۲۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8317
صفحه از 483
پرینت  ارسال به