۱. السياسات الإداريّة للإمام المهديّ علیه السلام
لا شكّ في أنّ للقيادة القائمّة على أساس الإحاطة العلميّة والسياسات الإداريّة السليمة للإمام المهديّ علیه السلام دوراً فريداً في التطوّر السريع والشامل للمجتمع في عهد حكومته. روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال:
۰.إذا تَناهَتِ الأُمورُ إلى صاحِبِ هذَا الأَمرِ، رَفَعَ اللّهُ تَبارَك وتَعالى كلَّ مُنخَفِضٍ مِنَ الأرضِ، وَخَفَضَ لَهُ كلَّ مُرتَفِعٍ مِنها، حَتّى تَكونَ الدُّنيا عِندَهُ بِمَنزِلَةِ راحَتِهِ، فَأيُّكم لَو كانَت في راحَتِهِ شَعرَةٌ لَم يُبصِرها؟!۱
يحكي هذا الحديث۲ عن الإحاطة العلميّة الكاملة للإمام بجميع الأُمور التي ينبغي أن تُدار بإشرافه وقيادته. ومن البديهيّ أنّ القرارات السياسيّة والتنفيذيّة المبتنية على هذا العلم والاطّلاع، إضافة إلى عصمة الإمام عليهالسلام عن الخطأ والسهو، تمهّد بزعامته لتطوّرات سريعة، وظهور حضارة إسلاميّة جديدة وفريدة.
۲. الإمدادات الإلهيّة الخاصّة
المبدأ الرئيسيّ الثاني للتطوّرات الرائعة في الدولة المهدويّة هو الإمدادات الإلهيّة الخاصّة. وقد وعد اللّه سبحانه أنّه كلمّا آمن الناس واتّقوا فستشملهم البركات الإلهيّة من السماء والأرض:
«وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ».۳