299
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وهذه الآية إشارة إلى سنّة إلهيّة تنصّ على أنّ التزام الناس بالقيم العقائديّة والأخلاقيّة والعمليّة يستجلب الإمدادات الإلهيّة الخاصّة، وظهور أنواع النعم الماديّة والمعنويّة، الأرضيّة والسماويّة.

ففي عصر الحكومة الإسلاميّة العالميّة بقيادة مهديّ آل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حيث تستقرّ القيم الإلهيّة تماما في المجتمع، تُفتح على الإنسان جميع أبواب البركات المادّية والمعنويّة من السماء والأرض استناداً إلى السنّة الإلهيّة، وتبدأ الإمدادات الإلهيّة المتميّزة والفريدة مع قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، وتعمّ الحياة الفرديّة والاجتماعيّة للبشر تدريجاً في المجالات كافّة.

وعلى هذا الأساس فسياسات الحكومة المهدويّة ستُحدث تطوّراً شاملاً وفريداً في هذا العصر إلى جانب الإمدادات الإلهيّة الخاصّة للناس في عصر الظهور ؛ ولذلك ينبغي أخذ الإمدادات الإلهيّة الخاصّة بنظر الاعتبار لبيان السيرة السياسيّة للإمام المهديّ علیه السلام .

وسيأتي مزيد من التوضيح للموضوع في تكملة هذا البحث عند الحديث عن السياسات الحكوميّة للإمام عليه‏السلام في نهاية السياسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة.

وفيما يلي نتطرّق إلى ذكر سياسات الإمام المهديّ علیه السلام في كافّة الأصعدة:


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
298

۱. السياسات الإداريّة للإمام المهديّ علیه السلام

لا شكّ في أنّ للقيادة القائمّة على أساس الإحاطة العلميّة والسياسات الإداريّة السليمة للإمام المهديّ علیه السلام دوراً فريداً في التطوّر السريع والشامل للمجتمع في عهد حكومته. روي عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه قال:

۰.إذا تَناهَتِ الأُمورُ إلى صاحِبِ هذَا الأَمرِ، رَفَعَ اللّه‏ُ تَبارَك وتَعالى كلَّ مُنخَفِضٍ مِنَ الأرضِ، وَخَفَضَ لَهُ كلَّ مُرتَفِعٍ مِنها، حَتّى تَكونَ الدُّنيا عِندَهُ بِمَنزِلَةِ راحَتِهِ، فَأيُّكم لَو كانَت في راحَتِهِ شَعرَةٌ لَم يُبصِرها؟!۱

يحكي هذا الحديث۲ عن الإحاطة العلميّة الكاملة للإمام بجميع الأُمور التي ينبغي أن تُدار بإشرافه وقيادته. ومن البديهيّ أنّ القرارات السياسيّة والتنفيذيّة المبتنية على هذا العلم والاطّلاع، إضافة إلى عصمة الإمام عليه‏السلام عن الخطأ والسهو، تمهّد بزعامته لتطوّرات سريعة، وظهور حضارة إسلاميّة جديدة وفريدة.

۲. الإمدادات الإلهيّة الخاصّة

المبدأ الرئيسيّ الثاني للتطوّرات الرائعة في الدولة المهدويّة هو الإمدادات الإلهيّة الخاصّة. وقد وعد اللّه‏ سبحانه أنّه كلمّا آمن الناس واتّقوا فستشملهم البركات الإلهيّة من السماء والأرض:

«وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ».۳

1.. راجع: ص ۲۵۰ ح ۱۸۶۰.

2.. استندنا إلى هذا الحديث لخصوصيّة صلته بحكومة الإمام المهديّ علیه السلام ، وإلاّ فكثير من الروايات تحدّثت عن الإحاطة العلميّة للأئمّة المعصومين عليهم‏السلام، وللاطّلاع على هذه الأحاديث راجع: أهل البيت في الكتاب والسنّة : ص ۱۸۱ «القسم الرابع : علم أهل البيت عليهم‏السلام» .

3.. الأعراف: ۹۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8168
صفحه از 483
پرینت  ارسال به