أُسلوب الحياة الشخصيّة لأهل البيت عليهمالسلام
أحد عوامل حبّ الناس ومودّتهم لأهل البيت عليهمالسلام هو سيرتهم في حياتهم الشخصيّة وفي عهد تولّيهم للسلطة والحكم، فلم يتميّزوا بأدنى ميزة عن عامّة الناس، ليس هذا فحسب، بل عاشوا كأكثرهم بؤاً.
قال المعلّى بن خنيس أحد أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام:
قلت لأبي عَبدِ اللّه عليهالسلام يوماً: جُعلت فِداك، ذكرتُ آلَ فلانٍ [بني العبّاس] وما هم فيه مِن النَّعيم، فَقُلتُ: لو كان هذا إليكم لَعِشنا مَعَكم.
فقال: هَيهاتَ يا مُعَلّى! أما وَاللّهِ أن لَو كانَ ذاكَ، ما كانَ إلاّ سِياسَةَ اللَّيلِ وسِياحَةَ النَّهارِ، ولُبسَ الخَشِنِ وأكلَ الجَشِبِ.۱
وفي رواية أُخرى قال المفضّل بن عمر أحد أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام:
كُنتُ عِندَ أبي عَبد اللّهِ عليهالسلام بِالطَّوافِ، فَنَظَرَ إلَيَّ وقالَ لي: يا مُفَضَّل، ما لي أراكَ مَهموما مُتَغيِّرِ اللَّونِ؟
قالَ: فَقُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِداكَ، نَظَري إلى بَنِي العَبّاسِ وما في أيديهِم مِن هذَا المُلكِ وَالسُّلطانِ وَالجَبَروتِ، فَلَو كانَ ذلِكَ لَكُم لَكُنّا فيهِ مَعَكُم.
فقال: يا مُفَضَّلُ، أما لَو كانَ ذلِك لَم يَكن إلاّ سِياسَةَ اللَّيلِ وسِياحَةَ۲ النَّهارِ، وأَكلَ الجَشِبِ ولُبسَ الخَشِنِ، شِبهَ أميرِ المُؤِنينَ عليهالسلام، وَإلاّ فَالنّارُ، فَزُوِيَ ذلِك عَنّا، فَصِرنا نَأكُلُ ونَشرَبُ، وهَل رَأَيتَ ظُلامَةً جَعَلَهَا اللّهُ نِعمَةً مِثلَ هذا؟!۳
وروى عمرو بن شمر أحد أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام، فقال:
كُنتُ عِندَ أبي عَبد اللّهِ عليهالسلام في بَيتِهِ وَالبَيتُ غاصٌّ بِأهلِهِ، فَأقبَلَ النّاسُ يَسأَلونَهُ، فَلا يُسأَلُ عَن شَيءٍ إلاّ أجابَ فيهِ، فَبَكَيتُ مِن ناحِيَةِ البَيتِ، فَقالَ: ما يُبكيكَ يا عَمرُو؟