293
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

حدّاً عالياً في تحقيق الحكومة الإسلاميّة وتعاليم اللّه‏ سبحانه لتقدّم المجتمع الإنسانيّ، بحيث قال عنه الإمام الصادق عليه‏السلام:

هلِ الدّينُ إلاّ الحُبُّ؟! إنَّ اللّه‏َ عز و جل يَقولُ: «قلْ إنْ كنْتُمْ تُحِبّونَ اللهَ فاتّبِعُوني يُحْبِبْكمُ اللّه‏ُ»۱.۲

ويرى الإمام عليّ عليه‏السلام أنّ دعائم الإسلام الرئيسة وأُصول خطط تكامله، تقوم على أساس حبّ اللّه‏ سبحانه:

۰.إنَّ هذَا الإِسلامَ دينُ اللّه‏ِ الَّذِي اصطَفاهُ لِنَفسِهِ، وَاصطَنَعَهُ عَلى عَينِهِ، وَأصفاهُ خِيَرَةَ خَلقِهِ، وأقامَ دَعائِمَهُ عَلى مَحَبَّتِهِ.۳

ومودّة المسلمين لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأهل بيته الكرام عليهم‏السلام ومن يتولّى قيادة المجتمع الإسلاميّ نيابة عنهم، هي في الحقيقة مظاهر لمحبّة البشر للّه‏ سبحانه، ولذلك نخاطب أهل بيت الرسالة عليهم‏السلام عند زيارتهم:

۰.ومَن أَحَبَّكُم فَقَد أَحَبَّ اللّه‏َ.۴

وعلى هذا الأساس، فالقاعدة الرئيسة للحكومة الإسلاميّة أبعد من البيعة وآراء الناس، والحكومة المهدويّة مثل الحكومة النبويّة والعلويّة هي حكومة القلوب۵، تمتدّ جذورها في مودّة البشر وحبّهم، ومصدر هذا الحبّ هو سيرتهم وطريقة حياتهم الشخصيّة في أيّام تصدّيهم للسلطة وسياساتهم الإداريّة في عهود حكمهم.

1.. الخصال: ص ۲۱ ح ۷۴.

2.. آل عمران: ۳۱.

3.. نهج البلاغة: خطبه ۱۹۸ ، بحار الأنوار: ج ۶۸ ص ۳۴۴ ح ۱۶.

4.. تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۹۷ وراجع موسوعة معارف الكتاب والسنّة : ج ۶ ص ۴۱۷ (الفصل التّاسع : حبّ أهلالبيت عليهم‏السلام / حبّهم حبّ اللّه‏ عز و جل) .

5.. راجع: موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام : ج ۲ ص ۲۹۰ منهج حكومة القلوب .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
292

وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أيضاً:

۰.هُوَ رَجُلٌ مِنِّي، اسمُهُ كَاسمي، يَحفَظُنِي اللّه‏ُ فيهِ، ويَعمَلُ بِسُنَّتي.۱

وقال الإمام الباقر عليه‏السلام أيضاً:

إنَّ الدُّنيا لا تَذهَبُ حَتّى يَبعَثَ اللّه‏ُ عز و جل رَجُلاً مِنّا أهلَ البَيتِ، يَعمَلُ بِكتابِ اللّه‏ِ، لا يَرى فيكم مُنكَراً إلاّ أنكرَهُ.۲

وجاء في نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه‏السلام في وصف الإمام المهديّ علیه السلام :

۰.يُحيي مَيِّتَ الكتابِ وَالسُّنَّةِ.۳

ما تقدّم من أحاديث هنا وفي الفصل الأوّل من القسم الثاني عشر، تبيّن حقيقة أنّ الفلسفة المهدويّة ليست إلاّ إحياء الأحكام الإلهيّة والسنّة النبويّة وتطبيق القيم الإسلاميّة الأصيلة.

وبناء عليه، لو لم يوجد أيّ خبر عن سيرة الإمام المهديّ علیه السلام في الحكم، فيمكن التنبّؤ بسيرته المذكورة استناداً إلى سيرة النبيّ الأكرم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأمير المؤنين عليه‏السلام في حكومتهما، باستثناء القضايا التي يؤّر فيها المكان والزمان، ولكن لحسن الحظّ توجد وثائق قيّمة من إخبارات أهل بيت الرسالة عليهم‏السلام تلقي أضواء ساطعة على سيرة الإمام المهديّ علیه السلام في حكمه، حتّى فيما يتعلّق بالموارد الاستثنائيّة.

سرّ التحكّم في القلوب

استقصاء السيرة النبويّة والعلويّة في الحكم يزيح الستار عن نهجهم القائم على التحكّم في القلوب، كما أنّ سرّ شعبيّتهم يكمن في هذا النهج أيضاً.

والحبّ أكثر العناصر أساسيّة في الإسلام، ويُعدّ برنامجاً لتكامل الإنسان، وبلغ دوره

1.. راجع: ص ۱۲۱ ح ۱۶۹۸.

2.. راجع: ص ۱۱۷ ح ۱۶۸۸.

3.. راجع: ص ۱۱۸ ح ۱۶۹۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8516
صفحه از 483
پرینت  ارسال به