دراسة في سيرة الإمام المهديّ علیه السلام علیه السلام في الحكم
أوّل أمر يستقطب الاهتمام في سيرة حكم الإمام المهديّ علیه السلام وسياسات دولته، هي أنّها نفس السيرة النبويّة والعلويّة في الحكومة، مع فارق هو افتقاد الأرضيّة اللاّزمة لتنفيذ السياسات كاملة في عصر نبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآله وحكومة الإمام عليّ عليهالسلام، في حين توجد الاستعدادات اللاّزمة في المجتمع العالميّ إبّان أيّام ظهور الإمام المهديّ علیه السلام لتنفيذ سياساته بنحوٍ كامل.
قال أحد أبرز أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام ـ وهو محمّد بن مسلم ـ: سألت أبا جعفر عليهالسلام عن القائم عليهالسلام إذا قام، بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال:
بِسيرَةِ ما سارَ بِهِ رَسولُ اللّهِ عليهالسلام حَتّى يُظهِرَ الإسلامَ.۱
كما نقل حمّاد بن عثمان عن الإمام الصادق عليهالسلام في حديث أنّه قال:
إنَّ قائِمَنا إذا قامَ لَبِسَ لِباسَ عَليٍّ عليهالسلام وسارَ بِسيرَتِهِ.۲
وتؤّد أحاديث أُخرى بعبارات صريحة مختلفة أنّ الأُسس الرئيسة لسياسات وخطط حكومة الإمام المهديّ علیه السلام هي إرشادات كتاب اللّه وسنّة خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله الذي قال:
القائِمُ مِن وُلدِي، اسمُهُ اسْمي، وكُنيَتُهُ كُنيَتي، وشَمائِلُهُ شَمائِلي، وسُنَّتُهُ سُنَّتي، يُقيمُ النّاسَ عَلى مِلَّتي وشَريعَتي، ويَدعوهُم إلى كِتابِ رَبّي۳. عز و جل