كانَ لي أَن أَقتُلَ المُوَلِّيَ وَأُجهِرَ عَلَى الجَريحِ، ولكِنّي تَرَكتُ ذلِكَ لِلعاقِبَةِ مِن أصحابي؛ إِن جُرِحوا لَم يُقتَلوا. وَالقائِمُ لَهُ أن يَقتُلَ المُوَلّيَ ويُجهِرَ عَلَى الجَريحِ.۱
وأصحاب الإمام المهديّ علیه السلام لن يقعوا تحت وطأة العدوّ خلافاً لأصحاب الإمام عليّ عليهالسلام، فظروف هذين الإمامين مختلفة، ومثل هذا التعامل الشديد إنّما هو مع من لا سبيل لإصلاحه، ويحتمل التحاقه بمعسكر العدوّ وتعزيز قوّته العسكريّة، وفي غير هذا الفرض فسيرة الإمام عليهالسلام مرتكزة على الهداية والرأفة بالعباد.
وما قيل في تشدّد الإمام فالظاهر أنّه متعلّق بجماعة خاصّة من المعاندين المستبدّين بآرائهم مثل بعض العرب، وقد اهتمّ بهذا الموضوع عدد من الأحاديث، مثل رواية زُرارة عن الإمام الصادق عليهالسلام، حيث قال:
۰.مَا بَقِيَ بَينَنَا وَبَينَ العَرَبِ إِلا الذَّبحُ ـ وَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَلقِهِ ـ.۲
وقد صرّحت بعض هذه الأحاديث بأنّه لم يبقَ بين أهل البيت عليهمالسلام وبين قريش إلاّ السيف، مثل رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام في قوله:
۰.إذا خَرَجَ القائِمُ لَم يَكُن بَينَهُ وبَينَ العَرَبِ وقُرَيشٍ إلاَّ السَّيفَ، ما يَأخُذُ مِنها إلاَّ السَّيفُ.۳
ومثل رواية محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليهالسلام في قوله:
۰.ولا يُعطيها إلاَّ السَّيفَ.۴
دراسة أدلّة بقاء الأديان إلى يوم القيامة
ضمّت الأدلّة القرآنيّة الخاصّة بمؤّدي كثرة الأديان في المجتمع المهدويّ ألفاظاً صريحة