التشدّد مع المخالفين
ربّما يقال بأنّ الآيات الحاكية عن التعامل السلميّ والصلح والمحبّة مع أهل الكتاب تتعلّق بعهد ما قبل ظهور الإمام المهديّ علیه السلام وزمان التقيّة، وأمّا في ذلك العصر فسترفع التقيّة۱ وتنتفي الحاجة إلى مثل هذا الصلح مع أهل الكتاب.
كما توجد أحاديث عديدة تدلّ على تشدّد الإمام المهديّ علیه السلام ، مثل حديث رواه أبو بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام وجاء فيه:
۰.ما يَستَعجِلونَ بِخُروجِ القائِمِ؟! وَاللّهِ، ما لِباسُهُ إلاَّ الغَلِيظُ، وما طَعامُهُ إلاَّ الشَّعيرُ الجَشِبُ؛ وما هُوَ إلاَّ السَّيفُ وَالمَوتُ تَحتَ ظِلِّ السَّيفِ.۲
ولكنّ هذا الكلام غير صحيح ؛ لأنّهم ما احتاجوا إلى التقيّة مع أهل الكتاب في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله، وكانوا على قدر عال من القوّة يغنيهم عن المصالحة، ولكنّهم لم يفعلوا ذلك، وهذا يفصح عن تأسيس الأصل الأوّلي في الإسلام على التعايش السلميّ والصلح، وخلافه يحتاج إلى دليل.
ويقوى هذا الموقف بحديث أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام في تشابه سيرة الإمام المهديّ علیه السلام مع سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله المسالِمة لأهل الكتاب، حيث جاء فيه:
۰.... يُسالِمُهُم كمَا سَالَمَهُم رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله.۳
وإن قيل شيء في اختلاف السيرتين فهو متعلّق بافتراق الأوضاع، فنجد مثلاً في رواية أبي خديجة عن الإمام الصادق عن الإمام عليّ عليهالسلام أنّه قال: