المظهر العامّ للمجتمع من الشرك.
ونهاية هذه الآية الشريفة: «وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ» تعني إمكانيّة وجود أشخاص يليق بهم وصف الكفر والفسق في ذلك الزمان، لا أن يعيش الصالحون فقط على الأرض.
تشابه سيرة الإمام المهديّ علیه السلام مع سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله
تتشابه طريقة وسيرة الإمام المهديّ علیه السلام مع سيرة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله الذي اعتمد الحكمة والموعظة الحسنة في دعوته إلى الإسلام، مثلما علّمه القرآن الكريم فقال:
«ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ».۱
ولكن عندما لا تجدي طريقة الحكمة والموعظة والاستدلال، يحين دور أساليب أُخرى مثل المباهلة، قال القرآن الكريم:
«فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».۲
وإذا لم تنفع هذه الطريقة أيضاً، وتمادى المعاندون في عنادهم ولم يرضوا بأيّ طريق منطقيّ مرن، يصل دور الطرق الصعبة، مثل الحرب والإلزام، حيث أمر اللّه تعالى رسوله:
«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ».۳
فالجهاد إنّما هو لمَحق الفتنة والظلم، ولهذا الحكم مصداق في زمن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله،