وهذه الإجابة كناية عن أنّ معظم الناس سيُسلمون في ذلك الزمان.
ويكشف هذا الحديث عن القَسر والإكراه في إسلام جماعة من الناس في المجتمع المهدويّ، ولا يمكن القول بوجود أديان أُخرى، ولا يمتلك أتباع الديانات الأُخرى حرّية العمل، وعليهم الالتزام بالأحكام الإسلاميّة.
۴. رفع الجِزية
ممّا اهتمّت به الأحاديثُ هو نوع سلوك الإمام المهديّ علیه السلام تجاه أهل الكتاب، فذهب بعضها إلى أنّه لا يُقبل الجزية منهم۱، كالحديث المعروف بـ «سبعين فضيلة لأمير المؤنين عليهالسلام»، حيث ورد في الفضيلة الثالثة والخمسين:
۰.إِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَن يَذهَبُ بِالدُّنيا حَتّى يَقومَ مِنَّا القائِمُ، يَقتُلُ مُبغِضينا، ولا يَقبَلُ الجِزيَةَ، ويَكسِرُ الصَّليبَ وَالأَصنامَ، وتَضَعُ الحَربُ أوزارَها.۲
كما نقل العيّاشيّ في تفسيره عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّ الإمام المهديّ علیه السلام لا يقبل الجزية، واعتبره تفسيراً لآية: «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ»۳، فقال الإمام عليهالسلام:
۰.يُقاتِلونَ وَاللّهِ حَتّى يُوَحَّدَ اللّهُ ولا يُشرَكَ بِهِ شَيءٌ.۴
ونقلت بعض الكتب الحديثيّة رواية عن الفتوحات المكّية لابن عربي، تكلّمت عن مهديّ آل محمّد صلىاللهعليهوآله ونسبه وأعماله، ومنها أنّه يضع الجزية۵، واختلفت الآراء في معنى جملة «يضع الجزية»، فرأى بعضهم أنّها تعني رفع حكم الجزية، واعتبرها آخرون خلافاً لذلك بمعنى الإقرار بحكمها.