217
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

الاختلافات وتوحّد الدين، فقال:

۰.لَيُرفَعُ عَنِ المِلَلِ وَالأديانِ الاِختِلافُ، ويَكونُ الدّينُ كُلُّهُ واحِداً.۱

ويُستفاد من مجموعة هذه الأحاديث أنّ الإسلام سيغدو الدين الحاكم والسائد على جميع أرجاء العالم في الحكومة المهدويّة، وسيُسمع نداؤ كلّ صباح ومساء، وينضمّ البشر إليه، ويُستشفّ منها أيضاً نفي الشرك والكفر واندحارهما.

۲. الفرق بين سيرة الإمام المهديّ علیه السلام وسيرة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله

من مجموعة الروايات الحاكية عن سيرة إمام العصر عليه‏السلام، دلّ بعضها على تشدّده واختلاف سيرته عن سيرة أجداده العظماء، فما وصلنا من أخبار عن سيرة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأمير المؤنين عليه‏السلام في الحرب تبيّن أنّهما تعاملا بالعفو والتجاوز ما أمكنهما، وقلّما باشرا الحرب وإراقة الدم، ولكنّ بعض الأحاديث المشهورة بين عامّة الناس تفصح عن اختلاف سيرة الإمام المهديّ علیه السلام في خوضه الحروب وإراقته للدماء.

سأل زرارة الإمام الصادق عليه‏السلام عن سيرة إمام المهديّ علیه السلام ، ويبدو أنّه سمع بأنّ سيرته تشابه سيرة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فطرح هذا الموضوع على الإمام وواجه إجابة شديدة منه، حيث قال:

۰.هَيهَاتَ هَيهَاتَ يا زُرارَةُ! ما يَسيرُ بِسيرَتِهِ.

وسأل الإمامَ عليه‏السلام عن السبب فأجاب:

إنَّ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله سارَ في اُمَّتِهِ بِالمَنِّ؛ كانَ يَتَأَلَّفُ النّاسَ، وَالقائِمُ يَسيرُ بِالقَتلِ، بِذاكَ اُمِرَ فِي الكِتابِ الَّذي مَعَهُ أَن يَسيرَ بِالقَتلِ ولا يَستَتيبَ أحَداً. وَيلٌ لِمَن ناواه!۲

وروى محمّد بن مسلم في سند آخر عن الإمام الباقر عليه‏السلام أنّه قال:

1.. راجع: ص ۱۹۰ ح ۱۸۲۵.

2.. الغيبة للنعمانيّ: ص ۲۳۱ ح ۱۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
216

ونقل السيّد الرضيّ عن مسند ابن حنبل هذا القول الاستعاريّ الجميل لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

۰.لَيَدخُلَنَّ هذَا الدّينُ عَلى ما دَخَلَ عَلَيهِ اللَّيلُ.۱

وذكر العيّاشيّ مثل هذا التعبير نقلاً عن زرارة عن الإمام الصادق عليه‏السلام، حيث استعمل فيه جملة «لَيَبلُغَنَّ دينُ مُحَمَّدٍ» بدلاً من «لَيَدخُلَنَّ هذَا الدّينُ».۲

ونقل الطبريّ عن طريق أبي الجارود عن الإمام الصادق عليه‏السلام عبارة «حَتّى لا يُرى إلاّ دينُ مُحَمَّدٍ».۳

كما نقل العيّاشيّ أيضاً نظير هذه العبارات، وأضاف إليها قول الإمام الباقر عليه‏السلام:

۰.يُقاتِلونَ وَاللّه‏ِ حَتّى يُوَحَّدَ اللّه‏ُ ولا يُشرَكَ بِهِ شَيءٌ.۴

ونقل الطبرسيّ حديثاً ورد فيه حوار أصحاب الإمام الحسن عليه‏السلام معه بعد جرحه، جاء فيه:

۰.قُلتُ: ما تَرى يَابنَ رَسولِ اللّه‏ِ؛ فَإِنَّ النّاسَ مُتَحَيِّرونَ؟

فَقالَ:... إنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ عليه‏السلام قالَ لي ذاتَ يَومٍ:... فَكَذلِكَ حَتّى يَبعَثَ اللّه‏ُ رَجُلاً في آخِرِ الزَّمانِ وكَلَبٍ مِنَ الدَّهرِ وجَهلٍ مِنَ النّاسِ، يُؤَيِّدُهُ اللّه‏ُ بِمَلائِكَتِهِ، ويَعصِمُ أَنصارَهُ، ويَنصُرُهُ بِآياتِهِ، ويُظهِرُهُ عَلى أهلِ الأَرضِ حَتّى يَدِينوا طَوعاً وكَرهاً. يمَلَأُ الأَرضَ قِسطاً وعَدلاً ونوراً وبُرهَاناً، يَدينُ لَهُ عَرضُ البِلادِ وطولُها لا يَبقى كافِرٌ إلاّ آمَنَ بِهِ....۵

وأشار الإمام الصادق عليه‏السلام في الحديث السابق المنقول عن المفضّل إلى زوال

1.. المَجازات النبويّة: ص ۳۷۴، مسند ابن حنبل: ج ۴ ص ۱۰۳، كنز العمّال: ج ۱ ص ۲۶۷ ح ۱۳۴۵، واشتملالمصدران الأخيران على جملة : «ليبلغنّ هذا الأمر» الأكثر انسجاماً مع حديث الإمام الصادق عليه‏السلام.

2.. تفسير العيّاشي: ج ۲ ص ۵۶، بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۵۵.

3.. راجع: ص ۱۸۸ ح ۱۸۲۱.

4.. راجع: ص ۷۶ ح ۱۶۸۲.

5.. الإحتجاج : ج ۲ ص ۶۹ ح ۱۵۸ وراجع هذه الموسوعة : ص ۲۶۹ ح ۱۹۰۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8154
صفحه از 483
پرینت  ارسال به