215
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

هي مزيج من الحقّ والباطل والصحّة والسقم.۱

وقد تحدّثت روايات عديدة عن غلبة الإسلام على سائر الأديان في حكومة الإمام المهديّ علیه السلام ، واعتناق جميع البشر له ولكلمة التوحيد طائعين أو مكرهين، وزوال الشرك والكفر، وانتشار الشهادة بوحدانيّة اللّه‏ ورسالة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في جميع أنحاء العالم، وعدم مشاهدة دين في أيّ مكان من الأرض سوى دين محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وإيمان جميع الكفّار، وصلاح كلّ الفاسدين، وغير ذلك ممّا لا يسع المجال لذكره هنا۲، وسنشير إلى نماذج منها:

جاء في حديث صحيح عن أمير المؤنين عليه‏السلام يبّين آية غلبة الإسلام على جميع الأديان۳، قال فيه:

۰.كَلاّ... حتّى لا يبقى قرية إلاّ ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه‏ وأنّ محمّداً رسول اللّه‏ بكرة وعشيّاً.۴

ولابن عبّاس مثل هذا التفسير لهذه الآية، إلاّ أنّه يصرّح بأنّه لا يبقى أهل ملّة إلاّ دخلوا في الإسلام.۵

ووضّح الشيخ المفيد اعتناق جميع أتباع الأديان الأُخرى للإسلام بقوله:

۰.ولَم يَبقَ أهلُ دينٍ حَتّى يُظهِرُوا الإسلام ويَعتَرِفُوا بِالإيمانِ.۶

1.. ينبغي التأمّل في هذا الاستدلال، وسنتعرّض إليه لاحقاً.

2.. للاطّلاع عليها راجع: الكافي: ج ۱ ص ۴۳۲ و ۴۳۴ وكمال الدين: ص ۳۴۵ و ۶۷۰ والتبيان في تفسير القرآن:ج ۹ ص ۳۳۶ ومجمع البيان: ج ۹ ص ۱۹۱ و ج ۵ ص ۳۸ والاحتجاج: ج ۱ ص ۶۰۵ وتفسير العيّاشي: ج ۱ص ۱۸۳، ومختصر بصائر الدرجات: ص ۱۸۰ وينابيع المودّة: ج ۳ ص ۲۴۰ وكشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۶۲ وعقد الدُّرَر: ص ۶۲ والصراط المستقيم: ج ۲ ص ۲۲۷ وبحار الأنوار: ج ۱۶ ص ۳۰۸ و ج ۵۱ ص ۱۴۶ ح ۱۵ و ص ۵۵ ح ۴۱ و ج ۵۲ ص ۳۲۴ ح ۳۶ و ص ۳۹۰ و ج ۵۳ ص ۴ .

3.. المقصود: الآية ۳۳ من سورة التوبة، راجع: ص ۲۱۱.

4.. تأويل الآيات الظاهرة: ج ۲ ص ۶۸۹ ح ۸، بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۶۱ ح ۵۹ .

5.. تأويل الآيات الظاهرة: ج ۲ ص ۶۸۹ ح ۹.

6.. راجع: ص ۲۵۱ ح ۱۸۶۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
214

الغرق.

وبناء عليه، فالاحتمال الأوّل أقوى من الجميع، ويوضّح أنّ جميع أهل الكتاب في المجتمع المهدويّ سيؤنون بعيسى عليه‏السلام ؛ لأنّ الاستثناء «إِلا لَيُؤمِنَنَّ» بعد أداة نفي «إن»، يدلّ على العموم والشمول.

كما سيقتدي عيسى عليه‏السلام في الصلاة بالإمام المهديّ علیه السلام ويعتبره إماماً له وفقاً لما جاء في أحاديث متعدّدة، وفي الواقع ينبغي اعتبار عيسى وغيره من الأنبياء السابقين عليهم‏السلام مسلمين أيضاً وفقاً لمعطيات الآيات القرآنية.

ويؤّد ما ذكرناه حديث عن الإمام الصادق عليه‏السلام في جوابه لسؤل المفضّل عن دين الأنبياء العظام، حيث أشار إلى إحدى عشرة آية۱ تُثبت أنّهم مسلمون ودينهم الإسلام.۲

ثانيا: الأدلّة الروائيّة ۱

. تجديد حياة الإسلام واعتناق جميع الناس له

روى حذيفة عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

۰.أنّ الإسلام يعود عزيزا في المجتمع المهدويّ، ويُسحق جميع الجبابرة.۳

فيقام الحكم الدينيّ في كلّ أرجاء الأرض بتجديد حياة الإسلام، وتزول جميع سبل الباطل، مثلما أشارت إليه بعض الأحاديث، وبهذا النحو لايمكن الحكم ببقاء أديان أُخرى

1.. وردت في سورة البقرة: الآيات ۱۲۸ و۱۳۳ و۱۳۶ وسورة آل عمران: الآيات ۱۹ و ۵۲ و۸۳ وسورة الحجّ: الآية ۷۸ وسورة يونس: الآية ۹۰ وسورة النمل: الآية ۳۸ و۴۴ وسورة الذاريات: الآية ۳۶.

2.. راجع: ص ۱۸۹ ح ۱۸۲۵ مختصر بصائر الدرجات. إنّ أصل استنادنا في الاستدلال هو القرآن الكريم، وأمّاذكرنا رواية المفضّل بن عمرو ـ على الرغم من تضعيف علماء الرجال له ـ فهو لتأييد رأينا فحسب.

3.. عقد الدُّرَر: ص ۶۲، كشف الغمّة: ج ۲ ص ۴۷۳، بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8414
صفحه از 483
پرینت  ارسال به