وما ينتظر المجتمع المهدويّ هو تحقُّق الوعد في انتصار الإسلام وإتمام النور الإلهيّ، وبناء عليه فمن المتوقّع عند إكمال النور الإلهيّ وغلبة الدين الإسلاميّ في المجتمع المذكور، ألاّ يبقى مجال لبقيّة الأديان ؛ فإمّا أن يُسلم جميع أتباعها، وإمّا إن يكونوا في عداد الهلكى.
ووعدت آية أُخرى بأن يحكم المؤنون الصالحون في الأرض، وينتصر الدين الذي ارتضاه اللّه لهم، وينعدم بقاء الشرك بعد ذلك:
«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».۱
واعتقد الطبرسيّ أنّ هذه الآية الشريفة في حقّ الإمام المهديّ علیه السلام ، ونقل بعض الأحاديث عن أهل البيت عليهمالسلام حيث قالوا:
۰.إنّها فِي المَهدِيِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ.۲
وهنا أيضاً وُعِد بانتصار الإسلام وصُرِّح بعدم بقاء الشرك.
۳. نزول عيسى عليهالسلام وإيمان جميع أهل الكتاب
وتحدّث القرآن الكريم عن إيمان جميع أهل الكتاب بالمسيح عليهالسلام بقوله تعالى:
«وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً».۳
وهناك عدّة آراء للمفسّرين عن كيفيّة هذا الإيمان وزمان تحقّقه، وقد نقل الطبرسيّ في