211
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وما ينتظر المجتمع المهدويّ هو تحقُّق الوعد في انتصار الإسلام وإتمام النور الإلهيّ، وبناء عليه فمن المتوقّع عند إكمال النور الإلهيّ وغلبة الدين الإسلاميّ في المجتمع المذكور، ألاّ يبقى مجال لبقيّة الأديان ؛ فإمّا أن يُسلم جميع أتباعها، وإمّا إن يكونوا في عداد الهلكى.

ووعدت آية أُخرى بأن يحكم المؤنون الصالحون في الأرض، وينتصر الدين الذي ارتضاه اللّه‏ لهم، وينعدم بقاء الشرك بعد ذلك:

«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».۱

واعتقد الطبرسيّ أنّ هذه الآية الشريفة في حقّ الإمام المهديّ علیه السلام ، ونقل بعض الأحاديث عن أهل البيت عليهم‏السلام حيث قالوا:

۰.إنّها فِي المَهدِيِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ.۲

وهنا أيضاً وُعِد بانتصار الإسلام وصُرِّح بعدم بقاء الشرك.

۳. نزول عيسى عليه‏السلام وإيمان جميع أهل الكتاب

وتحدّث القرآن الكريم عن إيمان جميع أهل الكتاب بالمسيح عليه‏السلام بقوله تعالى:

«وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً».۳

وهناك عدّة آراء للمفسّرين عن كيفيّة هذا الإيمان وزمان تحقّقه، وقد نقل الطبرسيّ في

1.. النور: ۵۵.

2.. مجمع البيان: ج ۷ ص ۲۳۹ ـ ۲۴۰ وراجع هذه الموسوعة: ج ۱ ص ۳۹۴ القسم الأوّل / الفصل الخامس /خلافة المؤمنين.

3.. النساء: ۱۵۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
210

وقد صرّح القرآن كريم بأنّ من كان دينه غير الإسلام فلن يقبل منه، وذلك في قوله تعالى:

«وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الاْءِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ».۱

ومع أنّ هذه الآية تقصد قبول الدين في الآخرة۲، ولكنّها تبين الحقّانيّة الحصريّة للإسلام وترفض كثرة حقّانيّة الأديان، والنتيجة هي أنّ الحجّة عليه‏السلام لايقبل اتّباع الأديان الأُخرى ؛ لأنّ اللّه‏ تعالى لا يقبل ذلك.

۲. غلبة الإسلام على جميع الأديان

قال اللّه‏ تعالى في عدّة مواضع من القرآن الكريم أنّه أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الأديان كافّة حتّى وإن كره المشركون، وورد هذا المعنى في ثلاث آيات بألفاظ موحّدة:

«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ».

كما ذكر في الآية السابقة لها إرادة الكفّار إطفاء النور الإلهيّ، وأنّ اللّه‏ تعالى يريد أن يتمّ نوره:

«يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ».۳

1.. آل عمران: ۸۵.

2.. يرى المفسّرون من الشيعة والسنّة أنّ هذه الآية تقصد قبول الدين في الآخرة، وفقاً لسياقها وللأحاديث الدالّة على هذا المعنى (راجع: تفسير ابن كثير: ج ۲ ص ۶ وفتح القدير: ج ۱ ص ۴۱ والميزان في تفسير القرآن: ج ۳ ص ۳۳ والتفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج: ج ۳ ص ۲۸ وتفسير السورآبادي: ج ۱ ص ۲۹ ومجمع البيان: ج ۲ ص ۷۸). ۳ . التوبة: ۳۳. ۴ . التوبة: ۳۲.

3.. وتشابه الآيتان ۸ و۹ من سورة الصفّ هاتين الآيتين باختلاف طفيف في بعض الألفاظ، والآية ۲۸ من سورة الفتح تضارع تماماً الآية ۳۳ من سورة التوبة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8247
صفحه از 483
پرینت  ارسال به