«قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الاْخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ».۱
بمعنى أنّهم إمّا أن يعطوا الجزية أو يستعدّوا للحرب.
وهنا يبرز هذا السؤل: هل يستطيع أهل الكتاب أن يدفعوا الجزية ويعيشوا أيضاً في المجتمع المهدويّ تحت حماية الحكومة الإسلاميّة؟ وتجيب عن ذلك رواية أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام، حيث جاء في آخرها:
۰.يُؤدّونَ الجِزيَةَ عَن يدٍ وهُم صَاغِرونَ.۲
كما نُقلت أحاديث أُخرى تدلّ على أخذ الجزية من أهل الكتاب، مثل ما ورد عن أمير المؤنين عليهالسلام في قصّة المهديّ علیه السلام وفتوحاته، ورجوعه إلى دمشق:
ويُوافيهِمُ المَهدِيُّ عليهالسلام، فَيَقتُلُ مِنَ الرّومِ... فَيَبعَثُ مَلِكُ الرّومِ يَطلُبُ الهُدنَةَ مِنَ المَهدِيِّ، ويَطلُبُ المَهدِيُّ مِنهُ الجِزيَةَ، فَيُجيبُهُ إلى ذلِكَ.۳
وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً من حيث السند۴، ولكنّه يوافق القواعد والأُصول الحاكمة على الدين، ويمكنه أن يكون مؤّداً لسائر الأدلّة.
۳. القضاء بين أتباع الديانات على أساس كتبهم
نقل الشيخ الصدوق في علل الشرائع عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال ـ في ذكر ما يصنعه الإمام المهديّ علیه السلام بعد الظهور ـ:
۰.يَستَخرِجُ التَّوراةَ وسائِرَ كُتُبِ اللّهِ مِن غارٍ بِأنطاكِيَةَ، فَيَحكُمُ بَينَ أهلِ التَّوراةِ