للآخرين وإكراههم على الإيمان، وللإمام الرضا عليهالسلام قول واضح في هذه المسألة عند إجابته للمأمون في فهم الآيات المذكورة، حيث نقل عن آبائه عن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام أنّه قال:
إنَّ المُسلِمينَ قالوا لِرَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: لَو أكرَهتَ يا رَسولَ اللّهِ مَن قَدَرتَ عَلَيهِ مِنَ النّاسِ عَلَى الإِسلامِ لَكَثُرَ عَدَدُنا وقَوينَا عَلى عَدُوِّنا فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: ما كُنتُ لِأَلقَى اللّهَ عز و جل بِبِدعَةٍ لَم يُحدِث إلَيَّ فيها شَيئاً، وما أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفينَ.
وأُشير في تكملة الحديث إلى نزول الآية المشار إليها، وأنّ اللّه تعالى يقول:
لَو فَعَلتُ ذلِكَ بِهِم لَم يَستَحِقّوا مِنّي ثَواباً ولامَدحاً، لكِنّي أُريدُ مِنهُم أن يُؤمِنوا مُختارينَ غَيرَ مُضطَرّينَ؛ لِيَستَحِقّوا مِنّي الزُّلفى وَالكَرامَةَ وَدَوامَ الخُلودِ في جَنَّةِ الخُلدِ «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ».۱
كما أنّ سيرة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في التعامل مع أهل الكتاب هي العناية بهم وإبعادهم عن الأذى والإساءة، فنُقلت أحاديث في الجوامع الروائيّة لأهل السنّة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في هذا الصدد، منها:
مَن آذى ذِمِّيّا۲ فَأَنَا خَصمُهُ، ومَن كُنتُ خَصمَهُ خَصَمتُهُ يَومَ القِيامَةِ.۳
كما ورد في حديث آخر عن ابن عبّاس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال:
۰.تَصَدَّقوا عَلى أهلِ الأديانِ كُلِّها.۴
وينبغي أن يتوضّح أنّ سيرة الإمام المهديّ علیه السلام في الحكم تشابه سيرة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، ووردت في هذا المجال أحاديث عديدة بعضها صحيحة.
فجاء في صحيحة محمّد بن مسلم
سَأَلتُ أَبا جَعَفِرٍ عليهالسلام عَنِ القائِمِ ـ عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَهُ ـ إذا قامَ بِأَيِّ سيرَةٍ يَسيرُ فِي النّاسِ