نفس السورة:
«فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ».
أُشير هنا إلى مسخ جماعة من اليهود تمرّدوا على أمر اللّه وسخروا بمكرهم وخديعتهم بالأحكام الإلهيّة، وذُكر بعد ذلك عذابهم إلى يوم القيامة.
والاحتمال المطروح هنا هو أنّ هذه العقوبة استمرار لذلك المسخ ذاته، أو يرافقه عذاب مضاعف؟ ومع العلم أنّ هذا العذاب دنيويّ أيضاً، فلا ضرورة بعد لأن يتعرّض يهوديّ للتعذيب ؛ لأنّ وجود هؤاء الممسوخين يكفي لتحقيق العقوبة.
ثالثا: الأدلّة الروائيّة ۱
. تشابه سيرة الإمام المهديّ علیه السلام بسيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله
وينبغي هنا إثبات أمرين: أحدهما توضيح استدلاليّ مع عرض للمسامحة والسلم وعدم الإكراه في معاملة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله للمخالفين وأتباع الديانات، والآخر التشابه بين سيرة إمام العصر عليهالسلام وسيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وبيّنت آية في سورة يونس عليهالسلام السنّة الإلهيّة في نفي الإكراه والإجبار لإيمان الناس، كما عيّنت سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله أيضاً:
«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ».۱
إذ يطرح سبحانه استفهاماً استنكاريّاً في نهاية الآية بأُسلوب التوبيخ ظاهراً ؛ ليفهم الجميع بأنّ اللّه لايجبر أو يُكره أحداً على الإيمان، ولا يحقّ لرسوله ذلك أيضاً، وهكذا تتشكّل سيرة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في هذا المجال.
ولهذا السبب لا نرى في كلمات أهل البيت عليهمالسلام وسلوكهم أيّ خبر يُشير إلى إجبارهم