13
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

بعض الأحاديث اعتبرت سمرقند في خراسان منطلقاً لحركة شعيب بن صالح۱، كما أنّ الحديث التالي المنقول عن كتاب الملاحم والفتن۲ في هذا الباب صريح في اعتبار الأنصار الأربعة والعشرين الخارجين من طالقان أنّهم من سمّاهم النبيّ بالخراسانيّ، وهذا يصدق أكثر على طالقان في أفغانستان التي كانت من المدن المشهورة بخراسان القديمة.

إضافة إلى حديثين ذكرا مواطن أصحاب الإمام المهديّ علیه السلام وعدد القائمين من كلّ منطقة، ويعدّان طالقان من جملة مناطق خراسان، فذكر طالقان في أحد الأحاديث بعد سمرقند مباشرة۳، وفي رواية اُخرى۴ بعد ذكر فارياب وسيستان وقبل جبال غور بين هراة وغزني في أفغانستان، وبذلك يقوى احتمال مدينة طالقان في أفغانستان.

غير أنّ جميع الأحاديث المُستند إليها تعاني من ضعف السند، وهي على مستوى واحد من الاعتبار تقريباً، ولذلك لا يمكن الاستفادة من علم الرجال في تقييم رواية على أنّها معتبرة بنحو الإطلاق، أو تركها وحلّ التعارض وإصدار حكم قطعيّ.۵

۷. عدد من العرب

نفى حديث نقله الشيخ الطوسيّ في الغيبة۶ اشتراك العرب في قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، ولكن ورد في الكتاب ذاته حديث آخر اعتبر نجباء مصر وأبدال الشام وأخيار العراق في ضمن الأصحاب الذين يبايعون الإمام المهديّ علیه السلام في بداية قيامه بين الركن والمقام۷. ويؤّد هذه

1.. راجع: ج ۵ ص ۱۳ ح ۱۱۳۲ الغيبة للطوسيّ والملاحم والفتن: ص ۱۱۸ ح ۱۰.

2.. راجع: ج ۵ ص ۴۲۸ ح ۱۶۰۷ الملاحم والفتن .

3.. راجع: المصدر السابق.

4.. راجع: ج ۵ ص ۴۳۸ ح ۱۶۰۸ دلائل الإمامة.

5.. راجع: معجم البلدان: ج ۴ ص۷ و البلدان لليعقوبيّ: ص ۱۱۵ و حدود العالم من المشرق إلى المغرب: ص ۱۲۰و الروض المعطار في خبر الأقطار: ص ۳۸۰ و مراصد الاطّلاع : ج ۲ ص ۸۷۶ ، برگزيده ياقوت حموي بالفارسيّة : ص ۱۲۷.

6.. ونصّه: «اتَّقِ العَرَبَ فَإنَّ لَهُم خَبَرَ سوءٍ، أما إنَّهُ لايَخرُجُ مَعَ القائِمِ مِنهُم واحِدٌ»، الغيبة للطوسيّ: ص ۴۷۶ ح ۵۰۰.

7.. راجع: ج ۵ ص ۴۰۵ ح ۱۵۶۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
12

ب ـ تعيين «طالقان» المقصودة

بما أنّ طالقان التي تعدّ من ضواحي مدينة فومن وتقع جغرافيّاً على السفوح الشماليّة لسلسلة جبال ألبرز، وطالقان التي تقع بين قزوين وكرج على السفوح الجنوبيّة لسلسلة الجبال ذاتها، وعلى طول جغرافي قريب جدّاً من بعضهما، فيمكن عدّهما منطقة واحدة، واعتبار قرية طالقان بوّابةَ الدخول إلى منطقة طالقان الرئيسة من جهة الشمال وجيلان.

كما ذكرت بعض أحاديث الموضوع أنّ عدد الثائرين من طالقان أربعة وعشرون شخصاً، وهم من أُمراء الحرب والرجال الكبار.۱

وجمع هاتين الصفتين مع بعضهما يضعّف من احتمال المقصود من طالقان هي القرية الواقعة بالقرب من فومن في الوقت الراهن على الأقلّ ؛ لأنّ احتمال ظهور هذا العدد من أُمراء الحرب ـ عرفاً ـ في منطقة صغيرة أقلّ بكثير منه في منطقة كبيرة أو مدينة مكتظّة بالسكّان شهد تاريخها شخصيّات عظيمة.

والإعراض عن هذا الاحتمال، وتعيين واحدة من مدينتين سمّيتا بطالقان في إيران وأفغانستان، يتطلّبان العثور على قرائن من نصوص الأحاديث، وهي موجودة في حديثين فقط من هذا الباب، ففي أحدهما ذُكر خروج الشاب الحسنيّ من ديلمان وهو ينادي: «ياآلَ مُحَمَّدٍ، أجيبُوا المَلهوفَ وَالمُنادِيَ مِن حَولِ الضَّريحِ۲، فَتُجيبُهُ كُنوزُ اللّه‏ِ بِالطّالِقانِ ؛ كُنوزٌ وأيُّ كُنوزٍ! لا مِن ذَهَبٍ ولا مِن فِضَّةٍ، بَل هِيَ رِجالٌ كَزُبَرِ الحَديدِ...»۳، تجيبه بقيادة رجل من قبيلة تميم يسمّى شعيب بن صالح.

ونظراً إلى أنّ الديلم أو الديلمان في سلسلة جبال ألبرز وبين قزوين وجيلان، فربّما أمكن اعتبار هذا الحديث شاهداً على نفي طالقان الأفغانيّة، ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ

1.. راجع: ج ۵ ص ۳۹۹ ح ۱۵۵۵ الملاحم والفتن و ص ۳۹۹ ح ۱۵۵۷ (دلائل الإمامة).

2.. وكأنّ الكعبة وحائطها شبّه بالضريح.

3.. راجع: ج ۵ ص ۳۹۸ ح ۱۵۵۴ مختصر بصائر الدرجات .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8269
صفحه از 483
پرینت  ارسال به