ب ـ تعيين «طالقان» المقصودة
بما أنّ طالقان التي تعدّ من ضواحي مدينة فومن وتقع جغرافيّاً على السفوح الشماليّة لسلسلة جبال ألبرز، وطالقان التي تقع بين قزوين وكرج على السفوح الجنوبيّة لسلسلة الجبال ذاتها، وعلى طول جغرافي قريب جدّاً من بعضهما، فيمكن عدّهما منطقة واحدة، واعتبار قرية طالقان بوّابةَ الدخول إلى منطقة طالقان الرئيسة من جهة الشمال وجيلان.
كما ذكرت بعض أحاديث الموضوع أنّ عدد الثائرين من طالقان أربعة وعشرون شخصاً، وهم من أُمراء الحرب والرجال الكبار.۱
وجمع هاتين الصفتين مع بعضهما يضعّف من احتمال المقصود من طالقان هي القرية الواقعة بالقرب من فومن في الوقت الراهن على الأقلّ ؛ لأنّ احتمال ظهور هذا العدد من أُمراء الحرب ـ عرفاً ـ في منطقة صغيرة أقلّ بكثير منه في منطقة كبيرة أو مدينة مكتظّة بالسكّان شهد تاريخها شخصيّات عظيمة.
والإعراض عن هذا الاحتمال، وتعيين واحدة من مدينتين سمّيتا بطالقان في إيران وأفغانستان، يتطلّبان العثور على قرائن من نصوص الأحاديث، وهي موجودة في حديثين فقط من هذا الباب، ففي أحدهما ذُكر خروج الشاب الحسنيّ من ديلمان وهو ينادي: «ياآلَ مُحَمَّدٍ، أجيبُوا المَلهوفَ وَالمُنادِيَ مِن حَولِ الضَّريحِ۲، فَتُجيبُهُ كُنوزُ اللّهِ بِالطّالِقانِ ؛ كُنوزٌ وأيُّ كُنوزٍ! لا مِن ذَهَبٍ ولا مِن فِضَّةٍ، بَل هِيَ رِجالٌ كَزُبَرِ الحَديدِ...»۳، تجيبه بقيادة رجل من قبيلة تميم يسمّى شعيب بن صالح.
ونظراً إلى أنّ الديلم أو الديلمان في سلسلة جبال ألبرز وبين قزوين وجيلان، فربّما أمكن اعتبار هذا الحديث شاهداً على نفي طالقان الأفغانيّة، ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ