وَاللّهِ، لَيَملِكَنَّ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ ثَلاثَمِئَةِ سَنَةٍ وثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً ويَزدادُ تِسعاً. قالَ: فَقُلتُ لَهُ: ومَتى يَكونُ ذلِكَ؟ قالَ: بَعدَ مَوتِ القائِمِ عليهالسلام. قُلتُ لَهُ: وكَم يَقومُ القائِمُ عليهالسلام في عالَمِهِ حَتّى يَموتَ؟ فَقالَ: تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً مِن يَومِ قِيامِهِ إِلى يَومِ مَوتِهِ.۱
وهناك احتمال أيضاً بأنّ طائفةً من الانجازات الموفّقة لهذه الحكومة تحدث في أيّام رجعة إمام العصر عليهالسلام ۲، فيحصل بعضها في المرحلة الأُولى وهي قصيرة، ويتمّ بعضها الآخر في مرحلة الرجعة.
وفي هذه الحالة ينبغي على الأحاديث التي استخدمت مفردة «يعيش» و«عاش» و«يكون» ذكر زمن أطول، والروايات التي تشير إلى زمن حكومة الإمام ذكر مدّة أقصر، في حين أنّه ليس كذلك، حيث تقدّم أن الروايات تحدّثت عن حياة الإمام المهديّ علیه السلام لسبع أو ثماني أو تسع سنوات بعد الظهور، واستخدمت كلمة «يكون» و«عاش» و«يعيش»، وفي الوقت ذاته تحدّث بعضها عن حكومته لمدّة سبع سنين، وذكر عدد من الأحاديث لحكمه مدّة أطول: أربع عشرة وتسع عشرة وعشرين وأربعين سنة وأكثر.
ولذلك لا يمكن الحكم على أساس معيار معيّن واحد في هذا الموضوع، ولا تطبيق الأزمنة المختلفة بالنحو المذكور تطبيقاً قاطعاً.
اتّساع الظرف الزمنيّ (كلّ سنة تعادل عشر سنوات أو عشرين سنة)
صرّحت بعض الأحاديث باتّساع الزمان، فكلّ سنة في تلك الحكومة تعادل عشر سنوات، أو عشرين سنة عاديّة، ولعلّ في هذا القول إشارة إلى سرعة التحوّلات الحاصلة من تطوّر العلم والتقنيّة.