111
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وَاللّه‏ِ، لَيَملِكَنَّ رَجُلٌ مِنّا أَهلَ البَيتِ ثَلاثَمِئَةِ سَنَةٍ وثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً ويَزدادُ تِسعاً. قالَ: فَقُلتُ لَهُ: ومَتى يَكونُ ذلِكَ؟ قالَ: بَعدَ مَوتِ القائِمِ عليه‏السلام. قُلتُ لَهُ: وكَم يَقومُ القائِمُ عليه‏السلام في عالَمِهِ حَتّى يَموتَ؟ فَقالَ: تِسعَ عَشرَةَ سَنَةً مِن يَومِ قِيامِهِ إِلى يَومِ مَوتِهِ.۱

وهناك احتمال أيضاً بأنّ طائفةً من الانجازات الموفّقة لهذه الحكومة تحدث في أيّام رجعة إمام العصر عليه‏السلام ۲، فيحصل بعضها في المرحلة الأُولى وهي قصيرة، ويتمّ بعضها الآخر في مرحلة الرجعة.

وفي هذه الحالة ينبغي على الأحاديث التي استخدمت مفردة «يعيش» و«عاش» و«يكون» ذكر زمن أطول، والروايات التي تشير إلى زمن حكومة الإمام ذكر مدّة أقصر، في حين أنّه ليس كذلك، حيث تقدّم أن الروايات تحدّثت عن حياة الإمام المهديّ علیه السلام لسبع أو ثماني أو تسع سنوات بعد الظهور، واستخدمت كلمة «يكون» و«عاش» و«يعيش»، وفي الوقت ذاته تحدّث بعضها عن حكومته لمدّة سبع سنين، وذكر عدد من الأحاديث لحكمه مدّة أطول: أربع عشرة وتسع عشرة وعشرين وأربعين سنة وأكثر.

ولذلك لا يمكن الحكم على أساس معيار معيّن واحد في هذا الموضوع، ولا تطبيق الأزمنة المختلفة بالنحو المذكور تطبيقاً قاطعاً.

اتّساع الظرف الزمنيّ (كلّ سنة تعادل عشر سنوات أو عشرين سنة)

صرّحت بعض الأحاديث باتّساع الزمان، فكلّ سنة في تلك الحكومة تعادل عشر سنوات، أو عشرين سنة عاديّة، ولعلّ في هذا القول إشارة إلى سرعة التحوّلات الحاصلة من تطوّر العلم والتقنيّة.

1.. راجع: ص ۱۰۴.

2.. يموت إمام العصر عليه‏السلام أيضاً بعد ظهوره وتشكيله الحكومة بناءً على بعض الأحاديث، ثمّ يرجع إلى الدنيا ويعيش مرّة ثانية راجع في هذا الصدد: ج ۵ ص ۲۵۱ «القسم العاشر / الفصل الثالث / دراسة في رجعة بعض الأموات عند قيام الإمام المهديّ علیه السلام .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
110

وفيما يلي سنلملم أطراف الحديث بغضّ النظر عن الموضوع المتقدّم، على فرض صحّة الروايات، ونحاول تقديم أكثر الوجوه الممكنة عقلانيّة في فهم هذه المجموعة من الأحاديث، وبديهي أنّ إبداء الرأي في هذا الصدد لا يتجاوز تخوم الفرضيّات المحتملة.

إن مهمّة المهديّ علیه السلام ورسالته هي تحقيق القيم الإلهيّة والقرآنيّة، وتأسيس مجتمع توحيديّ بمعناه الكامل بحيث لا يُرى أيّ أثر للشرك في عهده: «يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً»۱، ومن المسلّم به أنّ تشييد مثل هذا الصرح العظيم بعمق وسعة يتجاوزان حدود الوصف، أمر يحتاج إلى زمن وفير وفقاً لمسيرة الأُمور الطبيعيّة، وعدم استخدام القدرات الإعجازيّة إلاّ عند الضرورة.

اختلاف الزمان بسبب تنوّع الموضوعات

ربما يُعزى بعض التفاوت في تعابير الأحاديث إلى اختلاف الموضوع ؛ لأنّ حكومة الإمام المهدي عليه‏السلام لا تؤَّس مباشرة بعد قيامه، فسيُشغل مدّة بقتال الظالمين، ويمرّ عصر ظهوره بمراحل مختلفة وتقلّبات في إقامة حكومته التي لن تزول بعد وفاته أو استشهاده، بل ستتواصل برجعة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وسائر الأئمّة عليهم‏السلام.

هناك احتمال هو أنّ حكومة المهديّ علیه السلام نفسه أقصر، ويستمرّ حكم سائر أهل البيت عليهم‏السلام بعد رجعتهم، وتتحقّق أهداف هذه الحكومة في أمد بعيد وعلى يد بقيّة الأئمّة عليهم‏السلام، وينبغي على هذا الأساس احتساب زمن أطول لنظام الحكومة المهدويّة لا حكومة شخص الإمام المهديّ علیه السلام ، وتقدّم في الحديث المرويّ عن الإمام الباقر عليه‏السلام قوله:

1.. النور: ۵۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8219
صفحه از 483
پرینت  ارسال به