الأساس ربّما تقصد الأحاديث المنطوية على تعبير «عاش» و«يعيش» حياةَ الإمام عليهالسلام بعد حكمه.
ومن الطبيعيّ أنّ مدّة حكمه تكون أقصر من مدّة حياته ؛ لأنّ استقرار حكومته بعد ظهوره يستغرق زمناً، ومهما قصرت مدّة جهاده لإقامة الحكومة واستقرارها في منطقة من الأرض، فلها بنفسها وقت خارج عن مدّة حكمه، ومن ثمّ أيّ تقدير لحكومته يؤذ بنظر الاعتبار، ينبغي أن يكون أقصر من حياته.
الآراء
ذُكرت وجوه مختلفة للجمع بين الأحاديث، فقال العلاّمة المجلسيّ في هذا الصدد:
الأخبار المختلفة الواردة في أيّام ملكه عليهالسلام بعضها محمول على جميع مدّة ملكه، وبعضها على زمان استقرار دولته، وبعضها على حساب ما عندنا من السنين والشهور، وبعضها على سنيّه وشهوره الطويلة، واللّه أعلم.۱
ولعلّ جملة: «واللّه أعلم» في نهاية قول المجلسيّ، تعكس تردّده في هذا الجمع.
وقال آيهاللّه السيّد صدر الدين صدر:
أكثر الروايات متّفقة على تحقيق ملكه سبع سنين، والشكّ في الزيادة إلى تمام تسع...۲. وقال ابن حجر العسقلانيّ إنّ الذي اتّفقت عليه الأحاديث أنّه يملك سبع سنين من غير شكّ. ونقل عن أبي الحسين الآجري استفاضة الأخبار وتواترها بأنّه يملك سبع سنين.۳
أقول وهو الأظهر الأشهر، وفيه فضيلة عظيمة للمهديّ عليهالسلام، وهو قيامه بالإصلاح الموعود من حيث الدين والدنيا في هذه المدّة القليلة، كما قام جدّه المعظّم صلىاللهعليهوآله في مدّة ثماني سنين، أي من السنة الثانية من الهجرة....