عن مدّة حياته عليهالسلام:
۰.ويَمكُثُ فِي الأَرضِ ما شاءَ اللّهُ.
ويلاحَظ عليه مايلي:
أوّلاً: لا يعيّن هذا الحديث مدّةً محدّدة.
ثانياً: أنّ القصد من مكثه على الأرض ليس حياته، بل حكمه فيها ؛ لأنّ جملة: «يَمكُثُ فِي الأرضِ» جاءت بعد قوله: «يُصلِحُ اللّهُ لَهُ أمرَهُ في لَيلَةٍ، ثُمَّ يَملَأُ الأرضَ عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً» ؛ أي إنّه بعد إصلاح اللّه لأمره وملئه للأرض قسطاً وعدلاً، يمكث في الأرض مدّة ما يشاء اللّه.
وورد تعبيران آخران هما: «ملك»۱ و«يملك»۲ يرصدان مدّة حكمه وسلطته، وغالباً ما استُفيد منهما في أحاديث هذا الباب، ومعظم الأزمنة المذكورة وردت مع أحد ذينك التعبيرين. وجاء بعض أحاديث السبع والثمان والتسع سنوات ـ المشتملة على معنى «يعيش» ـ بالمعنى ذاته وبتعبير «يملك» أيضاً، ولعلّه يعتبر قرينة تدعم بعض الشيء احتمال استعمال «عاش» و«يعيش» بمعنى الحكم، وإن كان مثل تلك القرينة غير قادرة على محو ظهور هذه التعابير في معنى الحياة واستعمالها بمعنى الحكومة.
ونقل السيّد ابن طاووس حديثاً عن أبي سعيد الخدريّ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ذكر فيه أنّ «المهديّ علیه السلام يعيش في ذلك [يعني بعدما يملك] سبع سنين أو ثمان أو تسع»۳، وجمعت العبارة بين الحكومة والحياة، واشتملت على التعبيرين: «يَعيشُ» و«يَملِك» معاً، وعلى هذا
1.. الغيبة للنعمانيّ: ص ۳۳۱ ح ۲، بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۲۹۸ ح ۵۹ ـ ۶۰.
2.. راجع: ص ۱۴۹ ح ۱۷۴۰ و ص ۱۵۴ ح ۱۷۵۳ و ص ۱۵۷ ح ۱۷۵۸ و ص ۱۸۵ ح ۱۸۱۵ و ص ۱۸۸ ح ۱۸۲۱ و ص ۲۶۵ ح ۱۸۹۶ و ج ۵ ص ۳۵ ح ۱۱۷۴. من قبيل: «ثُمَّ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن عِترَتي يَملِك سَبعاً أو تِسعاً، فَيَملأُ الأَرضَ قِسطاً وعَدلاً» راجع: ص ۱۴۲ ح ۱۷۲۲. «ولا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى يَملِك رَجُلٌ مِن أهلِ بَيتي؛ أجلى، أقنى، يَملأُ الأَرضَ عَدلاً كما مُلِئَت قَبلَهُ ظُلماً، يَكونُ سَبعَ سِنينَ» (راجع: ص ۱۴۸ ح ۱۷۳۷).
3.. «المَهدِيُّ يَعيشُ في ذلِكَ ـ يَعني بَعدَما يَملِكُ ـ سَبعَ سِنينَ أو ثَمان أو تِسع» الملاحم والفتن: ص ۱۶۵ وراجع الفتن: ج ۱ ص ۳۷۶ ح ۱۱۲۱ وعقد الدرر: ص ۲۳۸.