87
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

الماضين، وذكرها بصفات من قبيل: خوف موسى عليه‏السلام وترقّبه، وسجن يوسف عليه‏السلام، والإيحاء بالموت في عيسى عليه‏السلام، وسيف محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فنقلها أبو بصير في حديث الإمام الباقر عليه‏السلام، حيث قال:

في صاحِبِ هذَا الأَمرِ أربَعُ سُنَنٍ مِن أربَعَةِ أنبِياءَ: سُنَّةٌ مِن موسى، وَسُنَّةٌ مِن عيسى، وَسُنَّةٌ مِن يوسُفَ، وَسُنَّةٌ مِن مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ فَأَمّا مِن موسى فَخائِفٌ يَتَرَقَّبُ، وَأَمّا مِن يوسُفَ فَالحَبسُ، وَأَمّا مِن عيسى فَيُقالُ: إنَّهُ ماتَ، وَلَم يَمُت، وَأَمّا مِن مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَالسَّيفُ.۱

ج ـ السيف من علامات الظهور

الظهور بالسيف من العلامات المحتومة لقيام الإمام المهديّ علیه السلام . نقل المفضّل بن عمر ما يلي:

قُلتُ لأبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: ما عَلامَةُ القائِمِ؟ قالَ: إذَا استَدارَ الفَلَكُ، فَقيلَ: ماتَ أو هَلَكَ، في أيِّ وادٍ سَلَكَ! قُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، ثُمَّ يَكونُ ماذا؟ قالَ: لا يَظهَرُ إلا بِالسَّيفِ.۲

وتضمّن هذا الحديث أيضاً مفهوم صاحب السيف للإمام المهديّ علیه السلام بالدلالة الالتزاميّة، إضافة إلى علامة الظهور بالسيف.

د ـ ثمانية أشهر مع السيف

ذكرت الأحاديث واحداً من الأُمور الجذّابة، وهي المدّة الزمنيّة التي يحمل فيها الإمام المهديّ علیه السلام السيف، وعيّنها الإمام عليّ في حديث بثمانية أشهر، حيث يضع عليه‏السلام السيف فيها على عاتقه ويحارب أعداءه:

۰.بِأَبِي ابنُ خِيَرَةِ الإِماءِ، لا يُعطيهِم إلاّ السَّيفَ هَرجاً هَرجاً، مَوضوعاً عَلى عاتِقِهِ ثَمانِيَةَ أشهُرٍ.۳

1.. راجع: ص ۷۴ ح ۱۶۷۹.

2.. راجع: ص ۷۵ ح ۱۶۸۰.

3.. راجع: ص ۷۷ ح ۱۶۸۳ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
86

الصنف الأوّل: محاربة أصحاب الفتنة

أُشير في هذا الصنف من الأحاديث إلى حرب مسلّحة للإمام المهديّ علیه السلام ستحدث في سبيل تحقّق الإسلام ومحو الشرك ومظاهره، وتنقسم هذه الأحاديث إلى نوعين: مرافقته للسيف، والقتال المسلّح.

النوع الأوّل: مرافقته للسيف

عرّفت بعضُ الأحاديث الإمامَ المهديّ علیه السلام كشخصيّة عسكريّة بتعبير «واضع سيفه على عاتقه»، والتعبير المشترك في هذه الأحاديث هو صاحب السيف في بيان اصطحاب الإمام عليه‏السلام له. ويمتاز عدد هذه الأحاديث بنوع من التفوّق على الأنواع الأُخرى إذا ما قيس بها، وورد أغلبها عن الإمامين: الباقر والصادق عليهماالسلام، وهي من نوع التساؤ والحوار، حيث سُئلا فيها وأكّدا في الجواب أيضاً على عنوان صاحب السيف للإمام المهديّ علیه السلام ، بحيث يبدو أنّ هذين الإمامين أرادا تثبيت العنوان المذكور على أنّه من الألقاب المخصّصة بالإمام المهديّ علیه السلام . وينقسم هذا النوع بدوره إلى ستّة أقسام:

أ ـ صاحب السيف

أشار الإمام الصادق عليه‏السلام في حديث إلى اختلاف بين الإمام المهديّ علیه السلام وسائر الأئمّة، فمع أنّ جميع الأئمّة قائمون بأمر اللّه‏، ولكنّ صاحب السيف من بينهم هو الإمام المهديّ علیه السلام فقط. والحديث جواب للإمام الصادق عليه‏السلام عن سؤل بصدد القائم، حيث قال:

۰.كلُّنا قائِمٌ بِأَمرِ اللّه‏ِ واحِدٌ بَعدَ واحِدٍ، حَتّى يَجيءَ صاحِبُ السَّيفِ؛ فَإِذا جاءَ صاحِبُ السَّيفِ جاءَ بِأَمرٍ غَيرِ الَّذي كانَ.۱

ب ـ السيف ميراث محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله

واعتبر حديث آخر أن شخصيّة الإمام المهديّ علیه السلام جامعة للأوصاف الخاصّة ببعض الأنبياء

1.. راجع: ص ۷۳ ح ۱۶۷۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8504
صفحه از 483
پرینت  ارسال به