تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً».^۱

ولا شكّ في أنّ العدد المذكور بهذا الحديث هو خواصّ أصحاب الإمام ؛ لإنّ جميع أنصار الإمام أكثر من ذلك بكثير، وأكّدت هذا الأمر بعضُ الأحاديث.

ب ـ رجعة عدد من النساء

ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّ ثلاث عشرة امرأة سيرجعن بعد موتهنّ، ويناصرن جيش الإمام المهديّ علیه السلام بعد قيامه. ونصّ الحديث كما يلي:

يَكِرُّ مَعَ القائِمِ عليه‏السلام ثَلاثَ عَشرَةَ امرَأَةً. قُلتُ: وما يَصنَعُ بِهِنَّ؟ قالَ: يُداوينَ الجَرحى، ويَقُمنَ عَلَى المَرضى كَما كانَ مَعَ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

قُلتُ: فَسَمِّهِنَّ لي؟ فَقالَ: القِنواءُ بِنتُ رُشَيدٍ، وَأُمُّ أيمَنَ، وحَبابَةُ الوالِبِيَّةُ، وسُمَيَّةُ أُمُّ عَمّارِ بنِ ياسِرٍ، وزُبَيدَةُ، وأُمُّ خالِدٍ الأَحمَسِيَّةُ، وأُمُّ سَعيدٍ الحَنَفِيَّةُ، وصبانَةُ الماشِطَةُ، وأُمُّ خالِدٍ الجُهَنِيَّةُ.^۲

ويُحتمل أنّ هذا العدد من النساء من خاصّة أصحاب الإمام اللاّتي يضطلعن بمسؤليّة الإسناد في الحرب بتمريض جرحى المقاتلين ؛ لأنّه في غير هذه الحالة لا يكفي العدد المذكور لتمريض جميع الجرحى نظراً إلى اتّساع دائرة الحرب.

نعم، أشار الحديث الأوّل إلى دور النساء في إدارة النهضة المهدويّة، والحديث الثاني إلى دورهنّ في ساحة القتال، وعليه فلو سلّمنا بصحة صدور الأحاديث المذكورة، فسيتّضح أنّ من بعض سياسات الإمام المهديّ علیه السلام هي الاستفادة من النساء الكفوءات في إدارة الحرب.

۳. التجهيزات العسكريّة في القيام المهدويّ

إحدى المسائل المهمّة في شرح السياسات العسكريّة للإمام المهديّ علیه السلام هي ماهيّة

في كتابِهِ العَزيزِ بِقَولِهِ: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ»^۱.^۲

يدلّ هذا الحديث على أنّ جنود الإمام عليه‏السلام يمتلكون قدرات جسميّة وروحيّة استثنائيّة، إضافة إلى فكر وبصيرة ثاقبة تجعلهم لا يخطؤن في مواجهة العدوّ، فلا يُقتل بأيديهم إلاّ من يستحقّ القتل.

الانتفاع بإدارة المُسنّين وتجاربهم

السياسة الشبابيّة في الحكومة المهدويّة لا تعني قطعاً عدم الانتفاع المطلق من خبرة كبار السنّ، فاستناداً إلى كثير من الأحاديث سيرجع إلى الحياة عدد لافت للنظر من الكبار في العمر تزامناً مع قيام الإمام عليه‏السلام، وبعضهم في عداد الأصحاب الثلاثمئة والثلاثة عشر من خاصّة أنصار الإمام عليه‏السلام الذين تُوكَل إليهم المناصب الرئيسيّة والتنفيذيّة والقضائيّة.^۳

۲. دور النساء في القيام المهدويّ

ستشارك النساء أيضاً في القيام العالميّ للإمام المهديّ علیه السلام استناداً إلى عدد من الأحاديث، وبعضهنّ ممّن يرجعن بعد الموت:

أ ـ مجموعة من النساء في عداد خواصّ أصحاب الإمام عليه‏السلام

ذكر الحديث الآتي للإمام الباقر عليه‏السلام أنّ خمسين امرأة في جملة خواصّ أصحاب الإمام المهديّ علیه السلام :

يَخرُجُ المَهدِيُّ مِنهَا [المَدينَةِ] عَلى سُنَّةِ موسى خائِفاً يَتَرَقَّبُ، حَتّى يَقدَمَ مَكَّةَ... ويَجيءُ وَاللّه‏ِ ثَلاثُمِئَةٍ وَبِضعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فيهِم خَمسونَ امرَأَةً، يَجتَمِعونَ بِمَكةَ عَلى غَيرِ ميعادٍ، قَزَعاً كقَزَعِ الخَريفِ، يَتبَعُ بَعضُهُم بَعضاً، وهِيَ الآيَةُ الَّتي قالَ اللّه‏ُ: «أَيْنَ مَا