المسلمين لمحاربة الروم شاب في الثامنة عشرة باسم أُسامة.^۱

والأهمّ من ذلك أنّ اللّه‏ تعالى أمَره صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في آخر عمره الشريف أن ينصّب الإمام عليّاً عليه‏السلام لقيادة مستقبل العالم الإسلاميّ وهو في الثانية والثلاثين من عمره تقريباً، وقد نفّذ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هذا الأمر الإلهيّ في غدير خمّ.^۲

والإمام المهديّ علیه السلام يظهر بهيئة شابّ أيضاً بالرغم من أنّ عمره الشريف تجاوز مئات السنين، فسياسته الأساسيّة الاعتماد على العناصر الشبابيّة من أنصاره وموظّفي حكومته ومنهم القوّات العسكريّة.

القدرات البدنيّة والروحيّة الخارقة للجيش

يمتلك جيش الإمام المهديّ علیه السلام نشاطاً وشباباً وحيويّة إضافة إلى قدرة هائلة من الناحية الجسميّة والروحيّة. روي عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه قال في هذا الصدد:

۰.وإنَّ الرَّجُلَ مِنهُم لَيُعطى قُوَّةَ أربَعينَ رَجُلاً، وإنَّ قَلبَهُ لَأَشَدُّ مِن زُبَرِ الحَديدِ، ولَو مَرّوا بِجِبالِ الحَديدِ لَقَلَعوها.^۳

وجاء في حديث آخر عنه عليه‏السلام أيضا في خصائص أنصار الإمام المهديّ علیه السلام :

لُيوثٌ بِالنَّهارِ، رُهبانٌ بِاللَّيلِ، كَأَنَّ قُلوبَهُم زُبَرُ الحَديدِ، يُعطَى الرَّجُلُ مِنهُم قُوَّةَ أربَعينَ رَجُلاً، لا يَقتُلُ أحَدٌ مِنهُم إلاّ كافِراً أو مُنافِقاً^۴، وقَد وَصَفَهُمُ اللّه‏ُ تَعالى بِالتَّوَسُّمِ

المهديّ علیه السلام في الحرب هي نفس السياسات الحربيّة للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والإمام عليّ عليه‏السلام.^۱

أمّا بعض سياسات الإمام المهديّ علیه السلام الحربيّة ممّا أُشير إليه في الأحاديث بنحو خاصّ، فهي:

۱. الانتفاع بالقوّات الشابّة والقويّة

أغلب جيش الإمام هم من الشباب استناداً إلى بعض الأحاديث^۲، فروي عن الإمام عليّ عليه‏السلام أنّه قال:

۰.إنَّ أصحابَ القائِمِ شَبابٌ لا كُهولَ فيهِم إلاّ كَالكُحلِ فِي العَينِ، أو كَالمِلحِ فِي الزّادِ، وأَقَلُّ الزّادِ المِلحُ.^۳

وينبغي التوقّف عند بعض الأُمور المتعلّقة بسياسة الاستفادة من القوّات الشابّة في الثورة العالميّة للإمام المهديّ علیه السلام :

السياسة الشبابيّة في الأديان الإلهيّة

مرحلة الشباب هي ربيع بناء الذات وتزكيتها من منظار القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم‏السلام ؛ ولذلك فالاتّجاه نحو الشباب سياسة حكيمة اهتمّت بها الأديان الإلهيّة كافّة.

فاختار اللّه‏ سبحانه رسله من بين الشباب، وأولى خاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أهمّية كبيرة لكسب طبقة الشباب إلى الدين الإسلاميّ ؛ ولهذا شكّل الشباب غالبيّة أنصاره في بداية البعثة، كما كان أوّل ممثّل ثقافيّ للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله شابّاً وهو مصعب بن عمير، وأوّل والٍ على مكّة بعد أن فتحها النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عتّاب بن أسيد وهو شابّ عمره ۲۱ سنة، وآخر من ولاّه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قيادة جيش