333
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

۳ ـ ربّما وجد تحت الأرض أو فوقها مدّخرات ثمينة لم يعرفها البشر إلى ذلك الوقت، فتُكتشف بسهولة، ويُستفاد منها في حكومة الإمام المهديّ علیه السلام .

ه ـ التوزيع العادل للثروة الوطنيّة

توزيع الثروات العامّة بمساواة بين الشعب وإيجاد العدالة الاقتصاديّة، هو من جملة السياسات الأساسيّة في الدولة المهدويّة، وهذا الإجراء من جملة حقوق الناس على الإمام وقائد المجتمع الإسلاميّ. قال الإمام الباقر عليه‏السلام حين سئل عن حقّ الرعيّة على الإمام:

۰.يَقسِمُ بَينَهُم بِالسَّوِيَّةِ، ويَعدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ.۱

وأكّدت أحاديث كثيرة أنّ الناس سينالون حقّهم هذا في حكومة الإمام المهديّ علیه السلام . ووصف الإمام عليّ عليه‏السلام في حديث له إجراءات الإمام صاحب العصر والزمان عليه‏السلام، فقال:

۰.ويَدعو إلى أخذِ المالِ فَيَقسِمُهُ بِالسَّوِيَّةِ، ويَعدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ.۲

كما روي عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال في هذا الصدد:

۰.يَقسِمُ المالَ صِحاحاً.

فقال له رجلٌ: وما صِحاحا؟ قال:

۰.بِالسَّوِيَّةِ بَينَ النّاسِ.۳

وتأكيد هذه الأحاديث على التقسيم المتساوي للثروات العامّة بين الناس وذِكر العدالة إلى جانب المساواة، يشير إلى أنّ مقتضى العدل هو أن تكون الأموال والإمكانيّات العامّة في متناول الجميع على حدّ سواء، ولا يجوز لأيّ سمة أن تتسبّب بالتفرقة في الاستفادة من بيت المال.

1.. راجع: ص ۲۵۸ ح ۱۸۷۸.

2.. راجع: ص ۲۵۸ ح ۱۸۷۹.

3.. راجع: ص ۲۵۹ ح ۱۸۸۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
332

إضافة إلى أخذ المدّخرات المحلّلة التي يمتلكها الأثرياء من شيعة أهل البيت عليهم‏السلام عند الضرورة.

۲ ـ يتمّ هذا الإجراء في بداية قيام الإمام المهديّ علیه السلام فقط، ولكن بعد استقرار حكومته سيوفّر التقدّم الاقتصاديّ للمجتمع الاستغناء عن مثل هذه الإجراءات.

۳ ـ بناءً على نظريّة الفقهاء القائلين بولاية الفقيه وأنّ الفقيه الجامع لشراط القيادة له صلاحيّات حُكم الإمام المعصوم في عصر الغيبة، فإنّ النوّاب العامّين للإمام المهديّ علیه السلام قبل ظهوره لهم صلاحيّة الاستفادة من المدّخرات المحلّلة للأثرياء عند الضرورة في سبيل مصالح النظام الإسلاميّ ومواجهة الأعداء.

د ـ استخراج الثروات من تحت الأرض

من أهمّ مصادر الثروة الوطنيّة هو ما يختفي منها تحت الأرض، وذكرته أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام بـ «كنوز الأرض»، وأشارت إلى الاستخدام الكامل له في الحكومة المهدويّة، فنُقل عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في تبيين إجراءات الإمام المهديّ علیه السلام في عصر حكومته أنّه قال:

۰.فَيَستَخرِجُ الكُنوزَ، ويَقسِمُ المالَ، ويُلقِي الإِسلامَ بِجِرانِهِ إلَى الأَرضِ.۱

وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه‏السلام:

۰.وتُظهِرُ الأَرضُ كُنوزَها حَتّى يَراهَا النّاسُ عَلى وَجهِها.۲

ويجدر الاهتمام بعدّة أُمور في توضيح مثل هذه الأحاديث:

۱ ـ تُستخدم آلات متطوّرة لاكتشاف واستخراج المعادن من تحت الأرض في حكومة الإمام المهديّ علیه السلام .

۲ ـ إضافة إلى استخدام الآلات المذكورة فالعناية الإلهيّة الخاصّة مؤّرة في اكتشاف مدّخرات الأرض.

1.. راجع: ص ۲۵۶ ح ۱۸۷۴.

2.. راجع: ص ۲۵۷ ح ۱۸۷۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8428
صفحه از 483
پرینت  ارسال به