311
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

لِكلِّ اُناسٍ دَولَةٌ يَرقُبونَهاوَ دَولَتُنا في آخِرِ الدَّهرِ تَظهَرُ۱

نعم، دولة الإمام المهديّ علیه السلام هي دولة اللّه‏ سبحانه بعينها، ودولة خاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأهل بيته الكرام عليهم‏السلام التي ستقضي في آخر الزمان على حكومة أنصار الشيطان.

۷. تعميق الإيمان وتكامله

أعلى مراتب الإيمان بالمبدأ والمعاد والعقائد التي تجذب السعادة، هو نتاج عمليّة الاستفادة من العقل۲ والعلم والحكمة۳، فيصرّح القرآن الكريم بذلك ويقول:

«وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ».۴

وبعد استئصال جذور الضلال تأخذ السياسة الثقافيّة لحكومة الإمام المهديّ علیه السلام بأيدي البشر لبلوغ الحقائق الإيمانيّة، ثمّ صعود أعلى قمم الإيمان باعتماد قوّة العقل وتطوّر العلم والحكمة. نقرأ في حديث عن الإمام الصادق عليه‏السلام:

۰.إنَّكم مُؤِنونَ، ولكِن لا يَكمُلُ إيمانُكُم حَتّى يَخرُجَ قائِمُنا، فَعِندَها يَجمَعُ اللّه‏ُ أحلامَكُم فَتَكونونَ مُؤِنينَ كامِلينَ.۵

وعندما يتمتّع مجتمع بالعقل والإيمان فسيغدو مجتمعاً إنسانيّاً مثاليّاً من حيث الأخلاق والسلوك.۶

1.. الأمالي للصدوق: ص ۵۷۸ ح ۷۹۱، روضة الواعظين: ص ۲۳۴، بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۱۴۳ ح ۳.

2.. راجع: موسوعة العقائد الإسلاميّة في الكتاب والسنّة المعرفة : ج ۱ ص ۲۴۹ (القسم الثاني / الفصل الخامس :علامات العقل / آثار العقل) .

3.. المصدر السابق: ج ۲ ص ۵۳ (القسم الرابع / الفصل الثالث : آثار العلم) .

4.. سبأ: ۶.

5.. راجع: ص ۱۸۲ ح ۱۸۱۰.

6.. للاطّلاع على الخصائص الأخلاقيّة والسلوكيّة للمؤنين، راجع: موسوعة معارف الكتاب والسنّة : ج ۵ ص ۳۲۵الإيمان / الفصل الثامن : خصائص المؤمن .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
310

الأساسيّة لأنواع الانحرافات العقائديّة والأخلاقيّة والعمليّة، سيفضي كلّ ما ذُكر إلى استئصال الضلالة من المجتمع البشريّ في الحكومة المهدويّة.

وعبّرت الأحاديث عن ذلك بفتح حصون الضلالة على يد الإمام المهديّ علیه السلام :

فَيَبعَثُ اللّه‏ُ عز و جل مِنهُمَا [الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام] مَن يَفتَحُ حُصونَ الضَّلالَةِ وقُلوباً غلفاً.۱

وورد في حديث آخر بتعبير مختلف:

۰.إنَّما سُمِّيَ القائِمُ مَهدِيّاً لاَِنَّهُ يُهدى إلى أمرٍ قَد ضَلّوا عَنهُ.۲

كما نقرأ في وصف الإمام المهديّ علیه السلام :

۰.يَعطِفُ الهَوى عَلَى الهُدى إذا عَطَفُوا الهُدى عَلَى الهَوى.۳

وبهذا تملأ العالمَ الهدايةُ والوصول إلى الصراط المستقيم والطريق الحقّ، وهو أسمى غاية للبشريّة.

۶. إنهاء دولة إبليس

وباستئصال الضلالة تزول من الأساس عوامل هيمنة الشيطان، وعبّرت عنه بعض الأحاديث بانتهاء دولة إبليس من العالم وظهور دولة اللّه‏، فجاء في حديث عن الإمام الصادق عليه‏السلام:

۰.ما زالَ مُذ خَلَقَ اللّه‏ُ آدَمَ دَولَةٌ للّه‏ِِ ودَولَةٌ لإبليسَ، فَأَينَ دَولَةُ اللهِ؟ أما هُوَ إلا قائِمٌ واحِدٌ.۴

وعبّر حديث آخر عن ظهور دولة اللّه‏ على يد الإمام المهديّ علیه السلام بظهور دولة أهل البيت عليهم‏السلام. ونصّ هذا الحديث المنقول عن الإمام الصادق عليه‏السلام بسند معتبر كما يلي:

1.. راجع: ص ۱۷۹ ح ۱۸۰۴.

2.. راجع: ص ۱۸۰ ح ۱۸۰۶.

3.. راجع: ص ۱۵۳ ح ۱۷۵۱.

4.. راجع: ص ۱۸۰ ح ۱۸۰۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8501
صفحه از 483
پرینت  ارسال به