223
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس

وَإِمَّا كَفُوراً»۱ ما يزال موجوداً.

۴ ـ لن يزول اختلاف البشر في الطبائع والأذواق، وبناء عليه ستبقى الثقافات مختلفة باختلاف اللغات والآداب والتقاليد والسنن والرموز و....

۵ ـ لن تأخذ المعجزة مكان العمل والنشاط، وبناء عليه ستتقدّم الأُمور بالسعي تدريجيّاً، والنصر الإلهيّ موجود بالتأكيد، ولكنه سيتحقق عندما يوجد عمل وسعي إنسانيّ.

مع أخذ كلّ هذه الأُمور بنظر الاعتبار، لكن في الوقت ذاته، ستحصل التغييرات التالية:

۱ ـ ستقوم حكومة عالميّة واحدة تؤَّس على أُصول الأحكام الإسلاميّة.

۲ ـ ستزول الشرور الكبرى، مثل: الشرك والكفر وسائر الانحرافات العقائديّة والبدع.

۳ ـ سيُقضى على الظلَمة والأشرار.

۴ ـ ستُملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

۵ ـ ستتوفّر عوامل التقدّم العلميّ والمعرفيّ والتربية الإنسانيّة السليمة.

۶ ـ ستستقرّ الرفاهية العامّة.

السير من الكثرة إلى الوحدة

يبدو أنّ هناك مسيرة تدريجيّة نحو التوحيد الأصيل في النهضة المهدويّة، فبداية حركة إمام العصر عليه‏السلام مجرّد دعوة إلى الإسلام والقرآن، وكلّما تقدّمت بالتدريج بدأت الحروب، ولكنّ الإمام لا يمكنه بالنحو المتعارف أن يحارب جميع الحكومات في آن واحد، لذلك سيعقد في البداية معاهدات صلح مع كثير منها. وبعد تقدّم العمل وازدياد المستوى الثقافيّ والمعرفيّ للبشر، تضمحلّ وتفنى آثار الشرك والكفر.

وسيظهر الإمام المهديّ علیه السلام في منطقة الحجاز، ويستقرّ في العراق استناداً إلى الأحاديث

1.. الإنسان: ۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
222

أصل الدين، في حين أنّ الشرائع قابلة للنسخ، ويدلّ على ذلك الآية الشريفة التالية:

«وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ».۱

وهنا أراد اللّه‏ عز و جل اختبارنا بوجود الشرائع المختلفة.

النظريّة الرابعة: المحو التدريجيّ لتعدّد الأديان في المجتمع المهدويّ

تتركّب أدلّة هذه النظريّة من الأدلّة المتقدّمة في النظريّتين الأُولى والثانية ؛ إذ ترى النظرية المذكورة ـ استناداً إلى ما سبق من أدلّة ـ عدم إمكانيّة نفي وجود الأديان الأُخرى في الحكومة المهدويّة مطلقاً، كما لا يمكن القول ببقائها حتّى النهاية.

فروض البحث

من الضروريّ في البداية مراجعة فروض ومسلّمات البحث لتوضيح الموضوع، وهي كما يلي:

۱ ـ هنا ليست الجنّة، بل الدنيا بجميع قوانينها، فهي إذن دار تكليف وابتلاء واختبار وخير وشرّ.

۲ ـ السنن الإلهيّة لا تتغيّر، فستبقى إذن سنّة الهداية وحرّية الإنسان في الاختيار، وستكمن قيمة الدين والتديّن في الاختيار المذكور والحرّية في التخيّر.

۳ ـ لن تتبدّل إنسانيّة الإنسان إلى أمر آخر، وله اختيار ونفس وحاجات مستمرّة لها، فمازال المجال متاحاً لاتّباع الهوى والشهوة، إذن فمصداق «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً

1.. المائدة: ۴۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ المجلد السادس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8459
صفحه از 483
پرینت  ارسال به