أنصار الإمام عليه‏السلام من النساء خمسون امرأة.^۱

وورد في حديث أنّ واجبهنّ الرئيسيّ هو علاج الجرحى ورعاية المرضى^۲، مما يُشبّه بدور المشاركات في غزوات النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مثل أحد، وحروب الإمام عليّ عليه‏السلام كصفّين.

والحديث الأخير ذكر أسماء بعض أُولئك النساء على أنّهنّ من الأبطال.

۹. خواصّ أصحاب الإمام المهديّ علیه السلام

ورد في عدّة أحاديث^۳ ـ من بينها حديث صحيح السند^۴ ـ أنّ عدد أصحاب الإمام ثلاثمئة وثلاثة عشر شخصاً بعدد أصحاب بدر^۵، وذكر حديث واحد على الأقلّ عددهم بقدر أصحاب طالوت المطيعين الذين أذن لهم باجتياز النهر^۶. وهذا يبدو عجيباً نظراً إلى عالميّة القيام وعمقه وشموله وسعته الفريدة من نوعها !

إضافة إلى ذلك اعتبر بعض الأحاديث^۷ عدد أصحاب الإمام عشرة آلاف شخص على الأقلّ، ويوجد في هذه المجموعة حديث صحيح السند أيضاً.^۸

وخمّنت بعض أحاديث أهل السنّة عدد الأصحاب ما بين اثني عشر ألفاً إلى خمسة عشر ألفاً، وجاء في حديث من مصادر الشيعة أنّ أصحاب الإمام سبعون ألفاً من الكوفة فقط.

وحلّ هذا التعارض الظاهريّ يتطلّب تصنيف روايات الموضوع المعروضة في هذا الفصل، وهي تبيّن بوضوح أنّ الأحاديث التي تشير إلى عدد ۳۱۳ تقصد الخواصّ من

الرواية حديث الاختصاص^۱، وحديثان منقولان في كتب أهل السنّة^۲ تصرّح باشتراك العرب في الحركة المهدويّة.

ولحلّ التعارض بين هاتين المجموعتين، يمكن القول بأنّ مرافقة العرب تكون أقلّ من سائر القوميّات والملل المختلفة، وهذا يقلّل من أهمّية نصرتهم بالرغم من التوقّع السائد في التحاقهم به. ويؤّد هذا القول حديث منقول في الكافي^۳ بسند موثّق وقابل للاعتماد، لم ينفِ تماماً مشاركة العرب في قيام الإمام المهديّ علیه السلام ، بل اعتبرهم نفراً يسيراً. ويعاضد هذا المعنى حديث أورده ابن ماجه، ذكر فيه أن أُمّ شريك كانت تستمع إلى خطبة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عن الدجّال وفتنه، فسألته: فأين العرب يومئذٍ؟ قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

۰.هُم يَومَئِذٍ قَليلٌ، وَجُلُّهُم بِبَيتِ المَقدِسِ.^۴

ولكنّ رواية أوطان أصحاب المهديّ علیه السلام ذكرت مدناً ومناطق عديدة يقطنها العرب مع قلّة الأشخاص المذكورين.

وأشار حديث الكافي إلى اشتراك جماعة من النوبة بجنوب مصر وشمال شرق السودان في القيام المهدويّ^۵، ممّا يرجّح كثيراً احتمال مشاركة بعض العرب في القيام، إلاّ إذا لم نحسب أهل النوبة من العرب.

۸. النساء

يضمّ القيام العالميّ الشامل للإمام المهديّ علیه السلام البشر كافّة، ويصطحب معه جميع أطياف المجتمع، وللنساء أيضاً دور مهمّ ومؤّر في هذه النهضة العامّة، فذكرت بعض الروايات أنّ