لفهم الحقائق الدينيّة على مرّ عصور التاريخ الإسلاميّ، ولكن هذا الفهم لم يكن مصيباً على الدوام، والشاهد عليه اختلاف الآراء بين الفرق الإسلاميّة، وحتّى الاختلافات داخل الفرق بين علماء كلّ فرقة، ومن أبرزها الفتاوى المختلفة لفقهاء الشيعة في المسائل الفقهيّة.

۵. الدعوة الجديدة

ورد تعبير «الدعوة الجديدة» في روايتين، ويُحتمل فيه أحد المعنيّين التاليّين:

أ ـ أُسلوب حديث في الدعوة ؛ أي لا يُدعى إلى أمر جديد، بل الجديد هو كيفيّة الدعوة.

ب ـ محتوى جديد في الدعوة، وعندئذٍ يُحتمل في المحتوى الجديد أن يكون نفس الاحتمالات المذكورة في العناوين السابقة ؛ أي الأحكام الدينيّة المهجورة، وتصحيح الفهم الخاطئ، وتغيير بعض الأحكام بما يتناسب وتغيّرات الحياة.

۶. استئناف الإسلام جديداً

وفي هذا التعبير احتمالان أيضاً:

أ ـ إحياء الإمام عليه‏السلام للإسلام مرّة أُخرى بعد هجره وتجاهله.

ب ـ تقديم الإمام المهديّ علیه السلام لإسلام جديد يطابق حاجات العصر.

۷. السلطان الجديد

وفيه احتمالان أيضاً:

أ ـ أُسلوب جديد لإدارة الحكومة وشؤن المجتمع لم يشاهد البشر نظيره قطّ في أيّ نوع من الحكومات والدول، حكومة على مستوى كلّ المجتمع البشريّ، وهي إسلاميّة تماماً ومُواكِبَة للحضارة والتقدّم البشريّ.

ب ـ سلطة جديدة قياساً إلى السلطات والحكومات التي سبقتها، وفي الوقت ذاته تجدّد حكومة وسلطة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

بكتاب ذي مفاهيم جديدة.

ه ـ ويمكن أن يعني إحياء ما هُجر وأُسيءَ فهمه من فقرات القرآن ؛ بمعنى أنّ المهديّ علیه السلام يُحيي تلك المقاطع المهجورة ويصحّح ما أُسيءَ فهمه منها، وكلّ ذلك يبلغ حدّاً من حيث الكميّة والأهمّية حتّى ليحتمل اعتباره كتاباً جديداً.

۳. القضاء الجديد

يتبادر إلى الذهن من «القضاء الجديد» عدّة احتمالات:

أ ـ خطط متنوّعة ومتطوّرة للبشريّة في عصر الظهور.

ب ـ امتلاك أُسلوب جديد في القضاء وفصل المخاصمات بين الناس، مثلما ورد في الأحاديث بأنّ القائم عليه‏السلام يعمل بحكم داود عليه‏السلام ولا يطلب بيّنة وشاهدين عدلين.

ج ـ إقامة الإمام عليه‏السلام لأحكام متعلّقة بالقضاء والحدود لم يُعمل بها من قبل في عصر ما قبل الظهور، مثلما ورد في بعض الأحاديث من أنّ المهديّ علیه السلام يقيم حدّ القتل على الزاني المحصن ومانع الزكاة^۱، ويحكم بالتوريث من دون نسب.^۲

۴. السنّة الجديدة

هناك عّدة احتمالات من «السنّة الجديدة»:

أ ـ إحياء سنّة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ بمعنى أن يحييها بأجمعها في ذلك العصر ؛ لأنّه حتّى ذلك الوقت ظلّت بعض الأحكام مهجورة ومطرودة دائماً، أو عمل بها مع بعض الشوائب.

ب ـ تغيير بعض التعاليم بما يتناسب وتحوّلات حياة البشر في ذلك العصر، أو تغيير بعض الأحكام، مثل أحكام الإرث حسبما أشارت إليه بعض الروايات.

ج ـ إصلاح في فهم المعارف الدينيّة، فواضح أنّ علماء الدين بذلوا جهوداً علميّة كبيرة