إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لَيُؤيِّدُ الإسلامَ بِرِجالٍ ما هُم مِن أهلِهِ.۱
سَيُشَدُّ هذَا الدّينُ بِرِجالٍ لَيسَ لَهُم عِندَ اللّهِ خَلاقٌ.۲
۲ ـ سيهتدي في وقت القيام جماعة من عبدة الأوثان أو من ذرّيّتهم، ويقومون مع الإمام عليهالسلام:
ولَو قَد جاءَ أمرُنا لَقَد خَرَجَ مِنهُ مَن هُوَ اليَومَ مُقيمٌ عَلى عِبادَةِ الأَوثانِ.۳
فمفهوم هذا المقطع من الحديث طبقاً لهذه القراءة هو أنّه حين انتصار الثورة سيهتدي أيضاً بعض من هو الآن (حين صدور الحديث) على ضلالة، وسيقومون مع الإمام عليهالسلام ؛ أي سيظهر من ذرّية الضالّين في ذلك العصر مؤنون يسيرون في ركاب الإمام عليهالسلام.
ويؤّد هذه القراءةَ بعضُ الأحاديث المنقولة في باب علّة الغيبة ؛ لأنّها تعتبر سبب تأخير قيام الإمام ما يوجد في أصلاب المشركين الحاليّين من أشخاص مؤنين جديرين بالهداية ونصرة الإمام عليهالسلام.
كتب العلاّمة المجلسيّ في نهاية الحديث شرحاً لهذه العبارة، فقال:
لعلّ المراد أنّ أكثر أعوان الحقّ وأنصار التشيّع في هذا اليوم جماعة لا نصيب لهم في الدين، ولو ظهر الأمر وخرج القائم يخرج من هذا الدّين من يعلم الناس أنّه كان مقيماً على عبادة الأوثان حقيقةً أو مجازاً، وكان الناس يحسبونه مؤناً، أو أنّه عند ظهور القائم يشتغل بعبادة الأوثان، و سيأتي ما يؤّده. ولا يبعد أن يكون في الأصل: «لقد خرج معه»، فتأمّل.۴