371
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

الذي يتمرّد في الشام، ثمّ يوجّه جيشاً نحو المدينة، ولذلك يخرج الإمام المهديّ عليه‏السلام منها متّجهاً نحو مكّة۱، ويمكث فيها حتّى يأخذ بيعة ثلاثمئة وثلاثة عشر من خاصّة أنصاره۲ في بعض الوديان المحيطة بها، وتقع عدّة حوادث، مثل: مقتل النفس الزكيّة في مكّة، حينئذٍ يخرج من ملجئه في ذي طوى بالقرب من المدينة ذاتها، ويتّجه نحو المسجد الحرام، فيصلّي العشاء، ويعلن بصوت مرتفع عن بداية قيامه.۳

ثمّ يأخذ الإمام بيعة عامّة الناس، وعندما يصل عدد جنوده إلى عشرة آلاف شخص، يبدأ حركته۴، فيرسل جيشاً نحو المدينة۵ ويعيد الاستقرار والأمان إليها، ويتّجه هو نحو العراق ساحة المعركة الكبيرة لإسقاط السفيانيّ وترسيخ دعائم حكومته العالميّة.

1.. راجع: ص ۱۶۷ ح ۱۳۸۸ الغيبة للنعماني وص ۱۷۰ ح ۱۳۸۹ (تفسير العيّاشي) و ج ۶ ص ۲۰ (الفصل الرابع / اجتماع أنصاره في مكّة دفعة على غير ميعاد) .

2.. راجع: ص ۱۶۷ ح ۱۳۸۸ (الغيبة للنعماني) و ص ۱۷۰ ح ۱۳۸۹ (تفسير العياشي).

3.. راجع: ص ۳۲۳ ح ۱۴۸۴ بحار الأنوار والملاحم والفتن: ص ۱۳۷ ح ۱۵۷.

4.. كمال الدين: ص ۳۷۸ ح ۲.

5.. وتنصّ بعض الروايات على ذهاب الإمام عليه‏السلام بنفسه إلى المدينة راجع: كمال الدين: ص ۳۷۸ ح۲ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
370

معارضة الروايات الغفيرة الدالّة بأجمعها على بداية القيام من مكّة ؛ لأنّ جميع الأحاديث المشار إليها فاقدة للسند أو مرسلة، ولم ينقل أحاديث الظهور من المغرب إلاّ القاضي النعمان، وحديثَ المغرب الأقصى إلاّ القرطبيّ، وكلاهما لم يحظيا بتأييد سائر المحدّثين.

وبناء عليه يحتمل كون هذه الروايات موضوعة لتأييد حكومة الفاطميّين، أو تقوية أصحاب الادّعاءات المهدويّة الكاذبة في شمال أفريقيا وغرب العالم الإسلاميّ. وما يقوّي هذا الاحتمال هو انحصار وجود هذه الروايات في كتابين متعلّقين بغرب العالم الإسلامي، الأوّل: شرح الأخبار تأليف القاضي النعمان مفتي حكومة الفاطميّين في مصر وشمال أفريقيا، والآخر: التذكرة تأليف القرطبيّ العالم الأندلسيّ.

والاحتمال الآخر: أنّ هذه الأحاديث هي نتيجة فهم خاطئ وشبه تحريف لأحاديث ظهور الشمس من المغرب، حيث يُعدّ من علامات ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام.

وحريّ بالاهتمام أنّ القاضي النعمان الناقل الوحيد للأحاديث المرسلة الدالّة على الظهور من المغرب، نقل كذلك الرواية التالية الناظرة إلى بداية القيام من مكّة، والمنسجمة مع سائر الأحاديث:

عن الدغشي يرفعه الى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، أنّه قال:

يَخرُجُ بَعدي مِن بَني هاشِمٍ رَجُلٌ يُبايِعُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ، فَيَغلِبُ صاحِبَ الشّامِ أربَعَةَ آلافٍ يُخسَفُ لَهُم بِالبَيداءِ، ثُمَّ يسيرُ إلَيهِم، وَالمَحرومُ مَن حُرِمَ غَنيمَتَهُم، ثُمَّ يَملِكُ بَعدَ ذلِكَ سَبعَ سِنينَ.۱

وإضافة إلى ذلك ورد في روايات عديدة أنّ الخارج من المغرب أو الشام هو السفيانيّ۲

1.. شرح الأخبار: ج ۳ ص ۴۰۱ ح ۱۲۸۵ وراجع هذه الموسوعة: ص ۱۹ ح ۱۱۴۵ ـ ح ۱۱۴۶ و...

2.. راجع: ص ۲۰ ح ۱۱۴۷ (المستدرك على الصحيحين)، والروايات التي تقول بأنّ السفيانيّ يأتي من المغرب، راجع: ص ۱۷۵ ح ۱۳۹۱ (الغيبة للنعماني) وص ۱۷۹ ح ۱۳۹۶ (الغيبة للنعماني) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8464
صفحه از 457
پرینت  ارسال به