توضيح للروايات المتعلّقة بالبداء في وقت القيام۱
ورد فيما تقدّم من أحاديث ـ لبعضها أسانيد صحيحة ومصادر معتبرة ـ أنّ اللّه جعل لـ «هذا الأمر» زماناً معيّناً، ولكن لعدّة أسباب ـ كاستشهاد الإمام الحسين عليهالسلام وإفشاء خبر التوقيت ـ حصل بداء وأخّر اللّه زمانه. ويبدو من بعض الأحاديث أنّ المراد من «هذا الأمر» هو الراحة بعد البلاء.
وهنا يُطرح إشكالان:
الأوّل: استشكل مخالفو الشيعة على تفسير «هذا الأمر» بقيام المنقذ المنتظر، إذ أنّ تعيين اللّه لزمن قيام المهديّ عليهالسلام، ثمّ اطّلاعه على حادثة وتأخيره لزمن الظهور، يلزم منه أن يكون جاهلاً سبحانه وتعالى ؛ لأنّه لو اطّلع على هذه الحوادث منذ البداية، لما عيّن الزمان الأوّل۲!
الثاني: لو كان هذا التفسير لعبارة «هذا الأمر» صحيحاً، فهذه الأحاديث تتنافى مع الروايات المتواترة في موضوع الأئمّة الاثني عشر وتعيين الأخير على أنّه المهديّ المنتظر، فالمهديّ بناء على هذه الأحاديث هو الإمام الحسين عليهالسلام أو إمام آخر أعطى مكانه فيما بعد إلى الإمام الثاني عشر، في حين أنّ الأئمّة الاثني عشر مذكورون بأسمائهم بالترتيب في «أحاديث الاثني عشر» المنقولة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله، والإمام الحسين عليهالسلام في المكان الثالث،