وغير العلميّة التي لا يمكن إثباتها.
والعلوم الغريبة والكشف والشهود مستندات لا تحتمل الإثبات أو الإبطال، ولا تتّكئ على معارف قابلة للتجربة أو الاستدلال ؛ ولذلك فهي أقوال ليست علميّة. ولو سلمّنا بصحّة ادّعاء القائلين بها، وعثورهم على التوقيتات عن طريق العلوم الغريبة أو من الكشف والشهود حقّاً ـ وهذا الكلام غير قابل للإثبات أيضاً ـ فلايوجد دليل يُثبت أن كشفهم وشهودهم وعلومهم الغريبة المستندين إليها تدلّ على الواقع. وانكشاف خطأ جميع الموارد السابقة والمعاصرة، يثبت عدم واقعيّة هذه المستندات، ولا حاجة إلى استدلال جديد على خطئها.
والأشعار المدّعاة هي الأُخرى ألغاز ومعمّيات ومستندات خاطئة لها معانٍ غامضة مؤّرة بالرموز، ومشحونة باللبس والإبهام، ولا ترتقي لدرجة الاعتماد عليها، ولا يسود تحليل معانيها أيّ ضابطة، ولذلك استخرجت منها تواريخ متعدّدة.
وجميع المستندات ـ ما عدا الأحاديث المتّصلة بالوحي إذا ثبت صدورها عن المعصوم ـ ليست إلاّ ما رصفه أُناس عاديّون غير معصومين من أقوال غدت ذريعة بيد سذّج شرحوا معانيها على أمل الظهور.
والتأمّل المجدّد في أحاديث «كذب الوقّاتون»، وتحليلنا المتقدّم لها، يوضّح أنّ معرفة زمن الظهور إنّما يندرج في ضمن العلم الإلهيّ كما هو الحال في زمن القيامة، وليس في وسع أحد الاطّلاع عليه، ولذلك فجميع الادّعاءات والمستندات خاطئة وباطلة.