353
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

وغير العلميّة التي لا يمكن إثباتها.

والعلوم الغريبة والكشف والشهود مستندات لا تحتمل الإثبات أو الإبطال، ولا تتّكئ على معارف قابلة للتجربة أو الاستدلال ؛ ولذلك فهي أقوال ليست علميّة. ولو سلمّنا بصحّة ادّعاء القائلين بها، وعثورهم على التوقيتات عن طريق العلوم الغريبة أو من الكشف والشهود حقّاً ـ وهذا الكلام غير قابل للإثبات أيضاً ـ فلايوجد دليل يُثبت أن كشفهم وشهودهم وعلومهم الغريبة المستندين إليها تدلّ على الواقع. وانكشاف خطأ جميع الموارد السابقة والمعاصرة، يثبت عدم واقعيّة هذه المستندات، ولا حاجة إلى استدلال جديد على خطئها.

والأشعار المدّعاة هي الأُخرى ألغاز ومعمّيات ومستندات خاطئة لها معانٍ غامضة مؤّرة بالرموز، ومشحونة باللبس والإبهام، ولا ترتقي لدرجة الاعتماد عليها، ولا يسود تحليل معانيها أيّ ضابطة، ولذلك استخرجت منها تواريخ متعدّدة.

وجميع المستندات ـ ما عدا الأحاديث المتّصلة بالوحي إذا ثبت صدورها عن المعصوم ـ ليست إلاّ ما رصفه أُناس عاديّون غير معصومين من أقوال غدت ذريعة بيد سذّج شرحوا معانيها على أمل الظهور.

والتأمّل المجدّد في أحاديث «كذب الوقّاتون»، وتحليلنا المتقدّم لها، يوضّح أنّ معرفة زمن الظهور إنّما يندرج في ضمن العلم الإلهيّ كما هو الحال في زمن القيامة، وليس في وسع أحد الاطّلاع عليه، ولذلك فجميع الادّعاءات والمستندات خاطئة وباطلة.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
352

۳ ـ الكشف والشهود: من أفضل نماذجه هو الشعر المعروف لشاه نعمة اللّه‏ وليّ الذي صرّح فيه بالموضوع. ويبدو أنّه ينبغي اعتبار الكشف والشهود مستنداً للتوقيت عند سائر العرفاء أيضاً، وقد وصَلَنا توقيتهم عن طريق الشعر، فبيّن صاحب جواهر القوانين العدد المتعلّق بالتوقيت في شعر محيي الدين بن عربي، ثمّ أجاب عن هذا السؤل: من أين يعلم أنّ الشاعر أراد هذا المعنى؟ فقال: ربّما أجرى روح القدس ذلك على لسانه، كما أجراه على لسان الحقير لأشرحه. واللّه‏ أعلم.۱

۴ ـ الشعر: يبدو من بعض النماذج الشعريّة أنّ الشاعر لم يقصد تعيين تاريخ ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، ولكنّ الآخرين جعلوا تلك الأشعار ذريعة لتوقيتهم، مثل هذا البيت من تائيّة دعبل الخزاعيّ التي قرأها على الإمام الرضا عليه‏السلام:

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم اللّه‏ و البركات۲

وكثير من التوقيتات ـ كما لاحظنا ـ عُرضت في إطار شعريّ، ويمكن اعتبار الكشف والشهود هو المستند في معظمها.۳

دراسة علميّة للمستندات

لم تنل مستندات الوقّاتين جَدارة وقيمة علميّة كما تَوضَّح من مجموع ما عرضناه في هذا الصدد، فالأحاديث المُستند إليها فُقدت أسانيدها، ونُقلت عادة من كتب ضعاف لا اعتبار لها، وتعابير هذه النصوص يتغلغل فيها الرمز واللبس والغموض، وبناء عليه تفتقر إلى معنىً صريح أو ظاهر، والكتّاب المدّعون لتعيين زمن الظهور يُعربون عن استنتاجاتهم الشخصيّة

1.. العبقريّ الحسان بالفارسيّة: ج ۷ ص ۴۷.

2.. العبقريّ الحسان: ج ۷ ص ۴۸، النجم الثاقب: ص ۷۱۴.

3.. ذكر سليمان القندوزي في الباب الرابع والثمانين من ينابيع المودّة أشعاراً تحت عنوان «في إيراد أقوال أهل اللّه‏من أصحاب الشهود والكشوف وعلماء الحروف في بيان المهديّ الموعود».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8395
صفحه از 457
پرینت  ارسال به