الزمان و لم يظهر الفرج والعياذ باللّه، كان ذلك من سوء فهمنا.۱
يشيركلام المجلسيّ ـ على فرض صحّة الأحاديث المليئة بالأسرار والرموز، وإمكانيّة الإدراك الصحيح لها ـ إلى احتمال البداء في زمن الظهور ووقوع ما يخالف هذا الإدراك، ومن هنا لا يمكن الاعتماد على ذلك الاستنتاج.
۱۶ ـ تتجلّى حكمة النهي عن التوقيت من مجموع الروايات والثقافة السائدة على الأحاديث المهدويّة أيضاً ؛ لأنّ:
أ ـ زمن الظهور محدّد بالعلم الإلهيّ، ولا يعرفه أحد.
ب ـ بيان زمن الظهور إضلال للناس وإغواءٌ لهم بالجهل وسوقهم إليه، وتشمله آيات مثل: «وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ»۲، و «إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً».۳
ج ـ زمن الظهور أمر مقدّس، فيغدو بنحوٍ طبيعيّ ذريعة بيد من يريد استغلال الأُمور المقدّسة لتمشية أهدافه السياسيّة والاجتماعيّة، لذلك ينبغي وقايته من هذه الآفة والتهديد.
د ـ التعيين المتعدّد لزمان الظهور وانكشاف خطئه في كلّ مرّة يُفضي إلى يأس عامّة الناس الذين سلّموا بكلّ شوق وأمل بيوم على أنّه اليوم الموعود، وجرّبوا خطأه مراراً، ومواصلة التعيين وانكشاف الخطأ ربّما يسيء إلى أصل عقيدة القيام المهدويّ.
وللاطّلاع على الحكمة من النهي عن التوقيت في الروايات، يكفينا مراجعة التوقيتات التي حصلت حتّى اليوم.
التوقيت على مرّ التاريخ۴
تطالعنا نماذج عديدة من التوقيتات الإجماليّة والتفصيليّة على مرّ التاريخ عند دراسة