وينبغي القول في النهاية: إنّ مصطلح آخر الزمان لم يرد في القرآن الكريم، ولكن يمكن العثور على إشارات إلى مفهومه في الآيات المتعلّقة بوراثة الأرض وخلافة الإنسان، حيث تعرّض لذلك بعض المفسّرين مثل العلاّمة الطباطبائيّ ورشيد رضا وسيّد قطب في الآيتين التاليتين:
«قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ».۱
«وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ».۲
حيث تطرّق القرآن الكريم ـ في هذه الرؤة ـ إلى ظهور دولة الحقّ وهيمنتها العامّة على جميع المشركين، ووراثة الصالحين للأرض، من دون أن يذكر اسماً لآخر الزمان، وبما أنّه لا يتصوّر لها وقت إلاّ آخر الزمان، ولا سبيل لذلك سوى حكومة العدل المهدويّة العالميّة، فيمكن أن تكون إشارة إلى قيام الإمام المهديّ عليهالسلام، وربّما يعتبر ما ورد في الإنجيل والتوراة عن أحداث آخر الزمان وظهور المنقذ، تأييداً للرؤة المشار إليها.۳