الأنبياء صلىاللهعليهوآله وسيُهيمن على جميع الديانات الأُخرى في النهاية حينما يظهر منقذ البشريّة.
ونذكّر بأنّه لا ينبغي تطبيق هذا المفهوم على أوّل الزمان الحقيقيّ والطبيعيّ ؛ لأنّ عمر الأرض والدنيا يبلغ ملايين السنين، وبدايته ووسطه ونهايته مجهولة غامضة لدى البشر، ولايليق بكلام المعصومين ذكره والإرجاع إليه ؛ إذ يبدو أنّهم في صدد تقديم مفاهيم تاريخيّة لا طبيعيّة في هذا المجال ؛ لإرشاد وتنوير رؤنا لأحداث التاريخ، فنكتسب استعدداً نسبيّاً لاجتياز المراحل التاريخية المعقّدة، وننجو من الفتن والوقائع العسيرة.
وعلى أيّ حال، لو يقايس مفهوم آخر الزمان مع مفهوم أوّل الزمان التاريخيّ ـ وهو زمن هبوط آدم عليهالسلام وبعثة الأنبياء الأوّلين ـ فسيحرز معنىً أوسع يستغرق مدّة طويلة نسبيّاً منذ عصر البعثة النبويّة إلى يوم القيامة، ولو يقايس مع أوّل الزمان ـ وهو زمن بعثة النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ـ فيمكن إطلاقه على عهدَي الغيبة والظهور، وزمن ما قبل القيامة أيضاً. وبهذا يشمل مفهوم آخر الزمان ـ في كلا المعنيين ـ عصر الغيبة وقيام الإمام المهديّ عليهالسلام وحوادث ما قبل القيامة.
أحداث آخر الزمان
احتوت الروايات في باب وقائع آخر الزمان على إشارات إلى عدّة أحداث، منها: إضاءة ما بين المشرق والمغرب، ووقوع زلازل وفتن متتالية، وقطع الطرق والنهب، وخلوّ قلوب الكبار من الرحمة تجاه الصغار وتجاه بعضهم، وتفاقم المصائب التي ترتكبها الحكومات، وقتل النفس الزكيّة.
وبسبب تكرار بعض هذه الأحداث وإمكانيّة انطباقها على مصاديق مختلفة ـ وهو ناشئ عن عدم تعيينها وترسيم حدودها بدقّة ـ لا يمكن التطرّق إلى توقيت دقيق للظهور، وإن تيسّر تقدير الدنوّ منه ومن القيام بنحو إجماليّ وغامض. وسيأتي الكلام في محلّه۱ عن كلّ واحدة من تلك الأحداث ومدى دلالتها على اقتراب القيام.