311
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

لِمَن قَتَلَهُم يَومَ القِيامَةِ.۱

۳ ـ عدّة أحاديث تطرّقت إلى وقوع الأحداث وبيان بعض أوصاف آخر الزمان وأُناسه، حيث يمكن تطبيقها على عصر غيبة حجّة اللّه‏، مثل هذا الحديث عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذاتَ يَومٍ وَعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ: اللّهُمَّ لَقِّني إخواني ـ مَرَّتَينِ ـ، فَقالَ مَن حَولَهُ مِن أصحابِهِ: أما نَحنُ إخوانُك يا رَسولَ اللّه‏ِ؟! فَقالَ: لا، إنَّكم أصحابي، وإخواني قَومٌ مِن آخِرِ الزَّمانِ آمَنوا بي وَلَم يَرَوني، لَقَد عَرَّفَنيهِمُ اللّه‏ُ بِأَسمائِهِم وَأَسماءِ آبائِهِم مِن قَبلِ أن يُخرِجَهُم مِن أصلابِ آبائِهِم وَأَرحامِ أُمَّهاتِهِم، لأحَدُهُم أشَدُّ بَقِيَّةً عَلى دينِهِ مِن خَرطِ القَتادِ۲ فِي اللَّيلَةِ الظَّلماءِ، أو كَالقابِضِ عَلى جَمرِ الغَضى۳، أُولئِك مَصابيحُ الدُّجى، يُنَجّيهِمُ اللّه‏ُ مِن كُلِّ فِتنَةٍ غَبراءَ مُظلِمَةٍ.۴

۴ ـ الأحاديث الدالّة على ظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام وقيامه في آخر الزمان، وعددها يفوق سائر الأحاديث الواردة في الأبواب المتعلّقة بها.۵

۵ ـ الأحاديث المتعلّقة بزمن ما قبل القيامة، وتصوّر الأحداث الأخيرة من عمر الدنيا، وهي كثيرة أيضاً وترتبط بالمفهوم القرآنيّ «أشراط الساعة»۶ بمعنى علامات القيامة، فنقرأ في حديث نقلاً عن حذيفة بن أُسيد الغفاريّ:

كُنّا جُلوساً فِى المَدينَةِ في ظِلِّ حائِطٍ، قالَ: وكانَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في غُرفَةٍ فَاطَّلَعَ

1.. صحيح البخاريّ: ج ۳ ص ۱۳۲۲ ح ۳۴۱۵، صحيح مسلم: ج ۲ ص ۷۴۶ ح ۱۵۴، سنن النسائي: ج ۷ ص ۱۱۹،مسند ابن حنبل: ج ۱ ص ۱۷۷ ح ۶۱۶.

2.. القَتاد : شجر صُلب، له شَوك أمثال الإبر ، ينبت بنجد وتَهامة اُنظر : لسان العرب : ج ۳ ص ۳۴۲ «قتد» .

3.. الغَضى : شجر وخشبه من أصلب الخشب؛ ولهذا يكون في فحمه صلابة المصباح المنير : ص ۴۴۹ «غضى».ولذلك فإنّ جمره يكون شديد الحرارة ويدوم طويلاً .

4.. راجع : ج ۴ ص ۹۷ ح ۹۷۱ و المحاسن : ج ۱ ص ۲۶۱ والكافي : ج ۱ ص ۹۱ و ج ۵ ص ۵۵ و ج ۸ ص ۹۰ وكمال الدين : ص ۲۸۸.

5.. راجع : ص ۲۹۳ (الفصل الأوّل : زمان قيام الإمام المهدي عليه‏السلام) .

6.. محمّد: ۱۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
310

أحاديث آخِرِ الزمان

نقلت أحاديث غزيرة متضمّنة لمصطلح آخر الزمان عن الفريقين، وأُدرجت في أبواب متعدّدة ومتفرّقة في الكتب الحديثيّة، وقد جمعناها وصنّفناها، ولكن ما سيعرض كاملاً هو الأحاديث التي ترتبط بظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام وقيامه، ويُكتفى من الأصناف الأُخرى بعرض نموذج واحد:

۱ ـ اعتبرت عدّة أحاديث أنّ بعثة خاتم الأنبياء صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هي في آخر الزمان، مثل هذا الحديث:

قالَ عيسى عليه‏السلام: إلهي، مَن هُوَ حَتّى أُرضِيَهُ، فَلَك الرِّضا؟ قالَ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه‏ِ إلَى النّاسِ كافَّةً، أقرَبُهُم مِنّي مَنزِلَةً، وَأَحضَرُهُم شَفاعَةً، طوبى لَهُ مِن نَبِيٍّ، وَطوبى لِأُمَّتِهِ إن هُم لَقَوني عَلى سَبيلِهِ، يَحمَدُهُ أهلُ الأَرضِ، ويَستَغفِرُ لَهُ أهلُ السَّماءِ، أمينٌ مَيمونٌ، طَيِّبٌ مُطَيَّبٌ، خَيرُ۱ الباقينَ عِندي، يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ، إذا خَرَجَ أرخَتِ السَّماءُ عَزالِيَها، وَأخرَجَتِ الأَرضُ زَهرَتَها حَتّى يَرَوُا البَرَكةَ، وَأُبارِكُ لَهُم فيما وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ، كثيرُ الأَزواجِ، قَليلُ الأَولادِ، يَسكُنُ بَكَّةَ مَوضِعَ أساسِ إبراهيمَ.۲

۲ ـ اعتبر حديث نبويّ ظهور الخوارج المتمرّدين على الإمام عليّ عليه‏السلام في آخر الزمان، وننقل نصّه الآتي على لسان أمير المؤنين عليه‏السلام:

سَمِعتُ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَقولُ: يَأتي في آخِرِ الزَّمانِ قَومٌ حُدَثاءُ الأَسنانِ، سُفَهاءُ الأَحلامِ۳، يَقولونَ مِن خَيرِ قَولِ البَرِيَّةِ، يَمرُقونَ۴ مِنَ الإِسلامِ كما يَمرُقُ السَّهمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لا يُجاوِزُ إيمانُهُم حَناجِرَهُم، فَأَينَما لَقيتُموهُم فَاقتُلوهُم، فَإِنَّ في قَتلِهِم أجراً

1.. في بحار الأنوار والأمالي للصدوق زيادة: «الماضين و ...».

2.. الكافي: ج ۸ ص ۱۳۹ وراجع تحف العقول: ص ۵۰۰ وكفاية الأثر: ص ۱۴ والاحتجاج: ج ۱ ص ۴۸.

3.. الحِلم : الأناة والعقل ... نقيض السَّفَه لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۴۶ «حلم» .

4.. مَرَقَ السهمُ من الرمِيّة : خرج من الجانب الآخر. وفي الحديث ... أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدّونه كما يخرق السهم المرمّي به ويخرج منه. والمُروق : سرعة الخروج من الشيء (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۳۴۱ «مرق») .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8438
صفحه از 457
پرینت  ارسال به