فَلَمَّا انتَهَيتُ إلى قَولي:
خُروجُ إمامٍ لا مَحالَةَ خارِجٌ
يَقومُ عَلَى اسمِ اللّهِ وَالبَرَكاتِ
يُمَيِّزُ فينا كُلَّ حَقٍّ وباطِلٍ
ويَجزي عَلَى النَّعماءِ وَالنَّقِماتِ
بَكَى الرِّضا عليهالسلام بُكاءً شَديدا، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَيَّ فَقَالَ لي: يا خُزاعِيُّ، نَطَقَ روحُ القُدُسِ عَلى لِسانِكَ بِهذَينِ البَيتَينِ، فَهَل تَدري مَن هذَا الإِمامُ، ومَتى يَقومُ ؟
فَقُلتُ: لا يا مَولايَ، إلاّ أنّي سَمِعتُ بِخُروجِ إمامٍ مِنكُم يُطَهِّرُ الأَرضَ مِنَ الفَسادِ، ويَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت جَورا.
فَقالَ: يا دِعبِلُ، الإِمامُ بَعدي مُحَمَّدٌ ابني، وبَعدَ مُحَمَّدٍ ابنُهُ عَلِيٌّ، وبَعدَ عَلِيٍّ ابنُهُ الحَسَنُ، وبَعدَ الحَسَنِ ابنُهُ الحُجَّةُ القائِمُ المُنتَظَرُ في غَيبَتِهِ، المُطاعُ في ظُهورِهِ، لَو لَم يَبقَ مِنَ الدُّنيا إلاّ يَومٌ واحِدٌ لَطَوَّلَ اللّهُ عز و جل ذلِكَ اليَومَ حَتّى يَخرُجَ، فَيَملَأَ الأَرضَ عَدلاً كَما مُلِئَت جَورا، وأَمّا مَتى ؟ فَإِخبارٌ عَنِ الوَقتِ ؛ فَقَد حَدَّثَني أبي عَن أبيهِ عَن آبائِهِ عليهمالسلام، أنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله قيلَ لَهُ: يا رَسولَ اللّهِ، مَتى يَخرُجُ القائِمُ مِن ذُرِّيَّتِكَ ؟ فَقالَ صلىاللهعليهوآله: «مَثَلُهُ مَثَلُ السّاعَةِ الَّتي «لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى السَّمَوَ تِ وَالأَْرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً»۱».۲
۱۴۴۵.الغيبة للنعماني: أخبَرَنا عَلِيُّ بنُ أحمَدَ، قالَ: حَدَّثَنا عُبَيدُ اللّهِ بنُ موسَى العَلَوِيُّ، عَن بَعضِ رِجالِهِ، عَن إبراهيمَ بنِ الحَكَمِ بنِ ظُهَيرٍ، عَن إسماعيلَ بنِ عَيّاشٍ، عَنِ الأَعمَشِ، عَن أبي وائِلٍ، قالَ:
نَظَرَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليهالسلام إلَى الحُسَينِ عليهالسلام فَقالَ:
إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ كَما سَمّاهُ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله سَيِّدا، وسَيُخرِجُ اللّهُ مِن صُلبِهِ رَجُلاً