وحكى حسن بن شاذان الواسطيّ في حديثٍ آخر عن الإمام الرضا عليهالسلام أنّه عليهالسلام أمره بالصبر حتّى قيام دولة الحقّ في جواب شكواه من ظلم أهل واسط، وتحدّث عن زمان يقوم فيه الظالمون من قبورهم، ويشهدون على صدق ما وعد به الأنبياء.۱
۳. نوعان من الموت
رسمت بعض الأحاديث نوعين من مغادرة الدنيا للمؤنين، وميّزت بين الميتة العاديّة والقتل استناداً إلى هذه الآية: «وَلَئِنْ مُتُّمْ أوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ»۲، وذكرت النوعين من الموت للمؤنين، فنقل زرارة حديثاً عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال:
إنَّ مَن قُتِلَ لا بُدَّ أن يَرجِعَ إلَى الدُّنيا حَتّى يَذوقَ المَوتَ.۳
ونقل صفوان بن يحيى حديثاً آخر عن الإمام الرضا عليهالسلام فقال: سمعته يقول في الرجعة:
مَن ماتَ مِنَ المُؤِنينَ قُتِلَ، ومَن قُتِلَ مِنهُم ماتَ.۴
۴. خصائص أهل الرجعة
خصّت أحاديث كثيرة مجموعات معيّنة بإمكانيّة الرجعة، إذ قصرتها على الخالصين من المؤنين والكفّار، وأمّا بقيّة أفراد المجموعتين فلا رجعة لهم.۵
1.. الكافي: ج ۸ ص ۲۴۷ ح ۳۴۶، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۸۹ ح ۸۷. ويفتقر هذا الحديث إلى سند قويّ؛ لعدمثبوت وثاقة محمّد بن سالم بن أبي سلمة مع كونه إماميّاً، ولكن يمكن اعتبار الحديث من الشواهد الداعمة لهذا الرأي إلى جانب روايات الباب.
2.. آل عمران: ۱۵۸.
3.. راجع: ص ۲۴۳ ح ۱۴۲۸.
4.. مختصر بصائر الدرجات: ص ۱۹، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۶۵ ح ۵۹.
5.. أحاديث هذا الباب وفيرة، راجع: مختصر بصائر الدرجات: ص ۲۴ و ۱۷۸ وتفسير القمّي: ج ۲ ص ۱۳۰ ودلائلالإمامة: ص ۴۴۷ ح ۴۲۴ وبحار الأنوار: ج ۶ ص ۲۹۲ و ج ۲۵ ص ۵۱ ج ۵۳ و ص ۳۹ و ۵۳ و ۶۱ و ج ۶۲ص ۱۹۳ ـ ۱۹۴.