أمّا الآلوسيّ فأشار إلى رأي الشيعة نقلاً عن الطبرسيّ في مجمع البيان، ومن ثمّ ردّه، ولكنّه قال:
غاية ما يفهم من الآية هو رجعة جماعة من الكفّار، ولا تثبت بهذه الآية جزئيّات عقائد الشيعة في هذا الصدد، بل يثبت أصل الرجعة.۱
ولم يذكر الآلوسيّ أيّ مفسّر من الشيعة حاول إثبات جزئيّات الرجعة بهذه الآية، إضافة إلى أنّه قال:
واستفاد الطبرسيّ أيضاً أصل الرجعة من هذه الآية فقط لا أكثر.۲
وبناء على ذلك يمكن القول: إنّ هذه الآية تثبت أصل الرجعة، وأمّا جزئيّاتها فتبيّنها الأحاديث.
الآية الرابعة:
«وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ».۳
مضمون هذه الآية أنّ الرجعة أمر جائز لمجموعات من الناس ومحرّمة على مجموعات أُخرى، فلو كانت الرجعة حرام على الجميع لما قيل بأنّ الرجعة حرام على الهالكين وأنّهم لا يرجعون. ومن جهة أُخرى لا يمكن القول بأنّ هذه الآية مختصّة بالقيامة ؛ لأنّ الهالكين وغيرهم سيعودون في القيامة ليُحاسبوا على أعمالهم. وبناء عليه، فالتفسير الوحيد والصحيح أن نقبل بعودة جماعة من غير الهالكين، وأمّا الهالكون فلن يعودوا.
وروي هذا التفسير عن أمير المؤنين عليهالسلام ۴ والإمامين: الباقر والصادق عليهماالسلام ۵. وتُعدّ هذه
1.. راجع: روح المعاني: ج ۲۰ ص ۲۶.
2.. راجع: المصدر السابق .
3.. الأنبياء: ۹۵.
4.. راجع : بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۱۱۸ ح ۱۴۹ نقلاً عن تفسير النعمانيّ.
5.. ورد في تفسير عليّ بن إبراهيم بسنده نقلاً عن محمّد بن مسلم في تفسير قول اللّه تعالى : «وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ» أنّ الإمام الباقر عليهالسلام قال: «كُلُّ قَريَةٍ أهلَكَ اللّهُ أهلَها بِالعَذابِ لا يَرجِعونَ فِي الرَّجعَةِ» راجع : ص ۲۳۶ ح ۱۴۱۸ . وللاطّلاع على التوضيح الذي جاء في تفسير القمّي ، راجع : ص ۲۳۷ ح ۱۴۱۸ الهامش ۲ .