حياة في القبر بعد الموت وقبل القيامة، ثمّ يموت فيه ثانية.۱
وتفسير الموت في القبر غير مقبول ؛ لأنّ القبر مكان لموت الإنسان، وبداية الحياة البرزخيّة بالموت نفسه، لا أنّه يموت أوّلاً ثمّ يتلقّى حياة ثانية۲. والرازيّ نفسه لا يرتضي هذا التفسير، ولكنّه يبيّن أنّ كثيراً من مفسّري أهل السنّة يرون دلالة هذه الآية على حياة أُخرى قبل القيامة. وهذا نوع من الرجعة وإن اختلف عن رجعة الشيعة.
والخلاصة، ينبغي القبول بأنّه يُفهم من هذه الآية ثلاث مرّات من الحياة، ويجب اعتبار الحياة الأُولى ملاكاً لتشكيل هوية الإنسان، ممّا يمهّد لموتتين وإحياءين بعد الموت. كما أنّه وردت في الآية موتتان أوّلاً وبعدهما إحياءان، وبناء عليه لا يمكن تفسير الموتتين بنحو صحيح إلاّ بقبول الرجعة، ونُقل هذا التفسير عن الإمام الصادق عليهالسلام.۳
الآية الثانية:
«إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ».۴
لم يُنصر كثير من الرسل وأولياء اللّه في الحياة الدنيا، فإمّا قتلوا وإمّا لم ينالوا أهدافهم السامية، ولكنّ اللّه سبحانه ـ من جهة أُخرى ـ وعد بنصرتهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
سلك مفسّرو أهل السنّة في تفسير هذه الآية سبلاً مختلفة، وقدّموا تأويلات منوّعة، فاضطرّ الفخر الرازيّ ـ في سبيل تصحيح نصرة الرسل والمؤنين في الدنيا رغم قتلهم وهزيمتهم الظاهريّة ـ لأن يقدّم سبعة تأويلات، هي: النصرة بالحجّة والاستدلال، والنصرة