دراسة في رجعة بعض الأموات عند قيام الإمام المهديّ علیه السلام۱
الرجعة لغةً تعني الرجوع، وفي الاصطلاح: رجوع ثُلّة من أموات المؤنين والكافرين إلى الحياة الدنيا عند قيام الإمام المهديّ عليهالسلام ؛ ليرى الكافرون عقابهم الدنيويّ، ويشارك المؤنون في قيام الإمام المهديّ عليهالسلام ويُسرّوا بالاقتصاص من الكفّار۲. والمعنى الاصطلاحيّ للرجعة هو من العقائد المختصّة بالشيعة.
وهناك ثلاثة احتمالات في الزمن الدقيق للرجعة: قُبيل القيام، والتزامن مع بدايته، وبُعيد قيام الإمام المهديّ عليهالسلام ۳. وعلى أيّ حال، فتعبير «وقت القيام» يشمل جميع الاحتمالات.
واتّباعاً لأحاديث هذا الباب اعتبر كثير من العلماء۴ أنّ الرجعة مختصّة بالممحّضين في الإيمان أو الكفر. قال الإمام الصادق عليهالسلام:
إنَّ الرَّجعَةَ لَيسَت بِعامَّةٍ، وهِيَ خاصَّةٌ، لا يَرجِعُ إلاّ مَن مَحَضَ الإيمانَ مَحضاً، أو مَحَضَ الشِّركَ مَحضاً.۵
إنّ الرجعة هي إحياء مجدّد للحياة الدنيويّة، وبناء عليه ينبغي عودة الروح إلى الجسد
1.. بقلم الباحث الجليل فضيلة الشيخ هادي صادقي.
2.. رسائل الشريف المرتضى: ج ۱ ص ۱۲۵، علم اليقين في أُصول الدّين: ج ۲ ص ۸۲۳ ، مجموعة ثلاث رسائل مخطوطة للمفيد: ص ۳۴ ، مجمع البحرين: ج ۴ ص ۳۳۳.
3.. ذكر العلاّمة المجلسيّ هذه الاحتمالات الثلاثة ، راجع: مرآة العقول: ج ۳ ص ۲۰۱.
4.. هذا ما فعله الشيخ المفيد ، راجع: أوائل المقالات: ص ۷۷ ـ ۷۸.
5.. تصحيح الاعتقاد : ص ۴۰، مختصر بصائر الدرجات: ص ۲۴، بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۳۹ ح ۱.