233
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

ويأجوج ومأجوج، واعتبر الدجّال رمزاً للانحرافات العامّة، والسفيانيّ رمزاً للانحراف بين المسلمين، ويأجوج ومأجوج من رموز الحضارة المادّيّة.۱

ولا يمكن اعتبار هذه العلامات رموزاً بيسر ؛ نظراً لما عرضناه سابقاً، ولما رُصد لعلامات الظهور من وظائف؛ وإلاّ ستفقد حينئذ دورها ووظيفتها، فمثلاً لو عُني بالسفيانيّ طريقة تفكير الأُمويّين وأبي سفيان في مواجهة الإسلام، لأمكن استخدام عبارات أُخرى لذلك، أو لَوُجِد أثرٌ على الرمزيّة في حديثٍ واحد أو حديثين كحدّ أدنى، وواقع الحال ليس كذلك. كما أنّه لو أردنا اعتبار جميع العلامات رمزاً لانحرافٍ أو لسلوكٍ اجتماعيّ أو غيرهما، سيفسح مجالاً أمام نظائر هذا الفهم في سائر الموضوعات أيضاً.

كما أنّ هذه الرؤة تواجه إشكالات أُخرى، منها: أنّ حمل العلامات على المعنى الرمزيّ يخالف ظاهر الأحاديث والذهنيّة العرفيّة للمخاطبين، فتعبير «يأجوج ومأجوج» مستخدم في القرآن أيضاً، والمراد منه هو المعنى الظاهريّ.

ولا يمكن حمل كثير من علامات الظهور على المعنى الرمزيّ، فهو يفتقر إلى قرينة تخرجه من المعنى الأصليّ وتدخله عالم المجاز، ولوكانت العلامات رموزاً؛ حينئذٍ سيشرحها ويوجّهها كلّ شخص وفقاً لذوقه. وبنحوٍ عامّ: فمفهوم العلامة وخصوصيّتها في التعريف بالموضوعات الأُخرى لا يتواءم مع الرمزيّة.

1.. راجع: تاريخ الغيبة الكبرى: ص ۶۴۰ ـ ۶۴۷ وتاريخ ما بعد الظهور: ص ۱۴۹ و ۱۷۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
232

ه ـ ماهية الدجّال

ذكرت الأحاديث أوصافاً مرعبة وليست عادّية للتعريف بالدجّال ؛ فعيناه مثلاً بأشكال مختلفة وعجيبة۱، ومكتوب بين عينيه «كافر»۲، وتبلغ قامته الغيوم۳، وفي جبهته قرن۴، و...، وهذه الأوصاف غير الطبيعيّة جعلت بعض الباحثين لا يطيق أن يتصوّر معنىً حقيقيّاً للدجّال، ولذلك احتمل أن تكون هذه الأوصاف رمزاً وعلامة على كائن خبيث، أو تيّار تحريضيّ ضالّ ومنحرف.۵

و ـ هل هو من علامات القيامة أم الظهور؟

المضمون المشترك بين الأحاديث كافّة هو مجرّد التنبّؤبوقوع فتنة الدجّال في آخر الزمان. واعتبر كثير من أحاديث أهل السنّة هذه الفتنة من أشراط الساعة۶، كما اعتبرت المصادر الشيعيّة أيضاً ظهور الدجّال علامة على آخر الزمان.۷

وعندما نأخذ ما تقدّم بعين الاعتبار، يتعذّر الإفصاح عن رأي قاطع في كون خروج الدجّال من علامات الظهور، وينبغي التدقيق في دراسة الأحاديث المتعلّقة بهذا الموضوع في البحوث المتعلّقة بالقيامة.

تذييل:

عبّر بعض الباحثين عن علامات الظهور بأنّها رمز أو علامات رمزيّة ؛ بسبب استغلاق بعضها على الفهم والإدراك، فتحدّث السيّد محمّد الصدر عن احتمال رمزيّة الدجّال والسفيانيّ

1.. راجع: سنن الترمذّي: ج ۳ ص ۳۴۹ ح ۲۳۴۲ ومسند ابن حنبل: ج ۳ ص ۱۱۵ و ۱۲۳.

2.. راجع: مسند ابن حنبل: ج ۳ ص ۳۶۷.

3.. راجع: المصنّف لابن أبي شيبة: ج ۸ ص ۶۵۷ ح ۶۱.

4.. المصدر السابق .

5.. تاريخ بعد الظهور: ص ۱۹۲ ـ ۲۰۳.

6.. راجع: العدد القويّة: ص ۸۹ ح ۱۵۴ و... .

7.. راجع: الخصال: ص ۴۴۶ ح ۴۶ و... .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8376
صفحه از 457
پرینت  ارسال به