ويأجوج ومأجوج، واعتبر الدجّال رمزاً للانحرافات العامّة، والسفيانيّ رمزاً للانحراف بين المسلمين، ويأجوج ومأجوج من رموز الحضارة المادّيّة.۱
ولا يمكن اعتبار هذه العلامات رموزاً بيسر ؛ نظراً لما عرضناه سابقاً، ولما رُصد لعلامات الظهور من وظائف؛ وإلاّ ستفقد حينئذ دورها ووظيفتها، فمثلاً لو عُني بالسفيانيّ طريقة تفكير الأُمويّين وأبي سفيان في مواجهة الإسلام، لأمكن استخدام عبارات أُخرى لذلك، أو لَوُجِد أثرٌ على الرمزيّة في حديثٍ واحد أو حديثين كحدّ أدنى، وواقع الحال ليس كذلك. كما أنّه لو أردنا اعتبار جميع العلامات رمزاً لانحرافٍ أو لسلوكٍ اجتماعيّ أو غيرهما، سيفسح مجالاً أمام نظائر هذا الفهم في سائر الموضوعات أيضاً.
كما أنّ هذه الرؤة تواجه إشكالات أُخرى، منها: أنّ حمل العلامات على المعنى الرمزيّ يخالف ظاهر الأحاديث والذهنيّة العرفيّة للمخاطبين، فتعبير «يأجوج ومأجوج» مستخدم في القرآن أيضاً، والمراد منه هو المعنى الظاهريّ.
ولا يمكن حمل كثير من علامات الظهور على المعنى الرمزيّ، فهو يفتقر إلى قرينة تخرجه من المعنى الأصليّ وتدخله عالم المجاز، ولوكانت العلامات رموزاً؛ حينئذٍ سيشرحها ويوجّهها كلّ شخص وفقاً لذوقه. وبنحوٍ عامّ: فمفهوم العلامة وخصوصيّتها في التعريف بالموضوعات الأُخرى لا يتواءم مع الرمزيّة.