ومضامين هذه الأحاديث مختلفة من حيث أوصاف الدجّال والأعمال التي يقوم بها، وأطلقت بعضها عنوان «المسيح» على الدجّال.
واختلف شرّاح الكتب الحديثيّة لأهل السنّة في ضبط هذا الاسم ووجه التسمية به۱، ولذلك يمكن تقسيم أحاديث هذا الموضوع من حيث اعتبارها إلى مجموعتين عامّتين: مجموعة تضمّ محتوىً معقولاً ولا تخالف الضروريّات العقليّة، ولذلك لا يوجد مانع عقليّ ولا شرعيّ في قبول أحاديثها. وأمّا المجموعة الأُخرى فتشتمل على مطالب متناقضة وغير معقولة ولا تتناسب مع الحكمة الإلهيّة ؛ ولهذا إمّا أن تُؤّل هذه المجموعة من الأحاديث أو تُطرح وتطرد.۲
د ـ الدجّال في أحاديث الشيعة
لم يُذكر الدجّال في المصادر الشيعيّة على أنّه علامة من علامات الظهور، وفي هذه الأحاديث القليلة جدّاً بل عُرّف على أنّه ظاهرة في آخر الزمان۳ ووردت معظم الأحاديث ـ القليلة جدّاً ـ التي ذكرته نقلاً عن المصادر غير الشيعيّة.۴
نعم، ادّعى الشيخ المفيد۵ وجود أخبار في اعتبار ظهور الدجّال علامة على ظهور الحجّة، ولكن هو نفسه أيضا لم يذكر الدجّال كعلامة للظهور عند عدّه لما يقارب الأربعين من تلك العلامات في كتاب الإرشاد، والظاهر أنّ إشارته إلى الدجّال في كتابه الآخر ناتج من اختلاط أشراط الساعة بعلامات الظهور، وقد ذكرناه آنفاً على أنّه من آفات معرفة علامات الظهور.۶
1.. راجع: تنوير الحوالك: ص۲۲۳ وفتح الباري: ج ۲ ص ۲۶۴ و ج ۶ ص ۳۴۰ و ج ۱۳ ص ۸۲ وعمدة القاري: ج ۲ ص ۹۴ والديباج على مسلم: ج ۱ ص ۲۱۵.
2.. راجع: نهاية البداية والنهاية: ج ۱ ص ۹۶ و ۱۰۱ ـ ۱۰۵ و ۱۶۱.
3.. تفسير القمّي: ج ۱ ص ۱۹۸، الغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۶ ح ۴۲۶.
4.. الغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۶ ح ۴۲۶.
5.. راجع: الفصول العشرة: ص ۱۲۱.
6.. راجع: ص ۲۰۲.