231
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

ومضامين هذه الأحاديث مختلفة من حيث أوصاف الدجّال والأعمال التي يقوم بها، وأطلقت بعضها عنوان «المسيح» على الدجّال.

واختلف شرّاح الكتب الحديثيّة لأهل السنّة في ضبط هذا الاسم ووجه التسمية به۱، ولذلك يمكن تقسيم أحاديث هذا الموضوع من حيث اعتبارها إلى مجموعتين عامّتين: مجموعة تضمّ محتوىً معقولاً ولا تخالف الضروريّات العقليّة، ولذلك لا يوجد مانع عقليّ ولا شرعيّ في قبول أحاديثها. وأمّا المجموعة الأُخرى فتشتمل على مطالب متناقضة وغير معقولة ولا تتناسب مع الحكمة الإلهيّة ؛ ولهذا إمّا أن تُؤّل هذه المجموعة من الأحاديث أو تُطرح وتطرد.۲

د ـ الدجّال في أحاديث الشيعة

لم يُذكر الدجّال في المصادر الشيعيّة على أنّه علامة من علامات الظهور، وفي هذه الأحاديث القليلة جدّاً بل عُرّف على أنّه ظاهرة في آخر الزمان۳ ووردت معظم الأحاديث ـ القليلة جدّاً ـ التي ذكرته نقلاً عن المصادر غير الشيعيّة.۴

نعم، ادّعى الشيخ المفيد۵ وجود أخبار في اعتبار ظهور الدجّال علامة على ظهور الحجّة، ولكن هو نفسه أيضا لم يذكر الدجّال كعلامة للظهور عند عدّه لما يقارب الأربعين من تلك العلامات في كتاب الإرشاد، والظاهر أنّ إشارته إلى الدجّال في كتابه الآخر ناتج من اختلاط أشراط الساعة بعلامات الظهور، وقد ذكرناه آنفاً على أنّه من آفات معرفة علامات الظهور.۶

1.. راجع: تنوير الحوالك: ص۲۲۳ وفتح الباري: ج ۲ ص ۲۶۴ و ج ۶ ص ۳۴۰ و ج ۱۳ ص ۸۲ وعمدة القاري: ج ۲ ص ۹۴ والديباج على مسلم: ج ۱ ص ۲۱۵.

2.. راجع: نهاية البداية والنهاية: ج ۱ ص ۹۶ و ۱۰۱ ـ ۱۰۵ و ۱۶۱.

3.. تفسير القمّي: ج ۱ ص ۱۹۸، الغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۶ ح ۴۲۶.

4.. الغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۶ ح ۴۲۶.

5.. راجع: الفصول العشرة: ص ۱۲۱.

6.. راجع: ص ۲۰۲.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
230

مع أتباعه.

ب ـ الدجّال في المسيحيّة

ظاهرة الدجّال فتنة ذُكرت في المسيحيّة أيضاً، وذلك ما ورد في الكتاب المقدّس باسم «أنتي كرايست»۱ أو «معارضي المسيح». و ذُكر الدجّال في إنجيل يوحنّا ثلاث مرّات۲، وطُرحت نظريّات مختلفة عن حقيقته في المسيحيّة أيضاً۳، ولكنّ جميعها متّفقة على أنّ الدجّال ظاهرة تولّد الضلال والفتنة.

ج ـ الدجّال في أحاديث أهل السنّة

تبتني هذه الظاهرة في التعاليم الإسلاميّة على أساس نبوءات الأحاديث بما سيحدث في المستقبل، وجاءت معظم أحاديث هذا الموضوع في مصادر أهل السنّة.۴

فخصّص المحدّث ابن حمّاد (ت۲۹۹ه) بالدجّال سبعةَ أبواب من كتابه الفتن، وهو أهمّ الكتب المشتملة على أحداث آخر الزمان، وأورد عشرات الأخبار عنه، كما جاءت أحاديث بشأنه في المصادر الحديثيّة السنّيّة الأُخرى أيضاً.۵

واعتبر معظم علماء أهل السنّة الدجّال شخصاً معيّناً وردت صفاته في الأحاديث، وسيظهر في آخر الزمان۶، ولكن هناك أيضاً من لا يرى أوصاف الدجّال في الروايات إشارة إلى شخص معيّن.۷

1.. في موسوعة الكاثوليك: (antichrist).

2.. الكتاب المقدّس: إنجيل يوحنّا.

3.. راجع: موسوعة الكاثوليك.

4.. راجع: منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر: ج ۳ ص ۱۰۳ ـ ۱۱۱.

5.. راجع: مسند ابن حنبل: ج ۱ ص ۲۴۲ و ۲۹۸ و ج ۲ ص ۹۵ و ۱۰۴ و ج ۴ ص ۷ ـ ۶ و ج ۵ ص ۱۴۵ و۳۸۹وصحيح مسلم: ج ۱ ص ۱۳۸ و ج ۸ ص ۱۷۹ ـ ۱۸۰ و ۱۹۵ وسنن الترمذيّ: ج ۴ ص ۵۰۷ و ۵۰۸ و....

6.. منتخب الأثر: ج ۳ ص ۲۸۴ ـ ۲۸۸.

7.. تفسير المنار: ج ۳ ص ۳۱۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8338
صفحه از 457
پرینت  ارسال به