يتصوّر أحد عندما نُقل هذا الحديث أن تغدو قم مركزاً لعلوم آل محمّد صلىاللهعليهوآله، وبناء عليه فلا يتوفّر دليل لرفض هذا الخبر، وينبغي اعتباره من الأخبار الغيبيّة التي اطّلع عليها الأئمّة عليهمالسلام وأعلنوا عنها.
ولكن هل انتشار العلوم من قم يعدّ دليلاً على الظهور، وكم هي المدّة الفاصلة بين هذا الحدث وبين الظهور؟ لا توجد إجابة واضحة عمّا سبق، غير أنّه لا منافاة إذا ما مضى زمن طويل ثمّ حصل الظهور ؛ أي لا يمكن التوصّل إلى توقيت من هذا الخبر، ولكنّه مقبول بنحوٍ عامّ.
۹. طلوع الشمس من المغرب
هو عنوان آخر اعتبره بعض الباحثين من علامات الظهور۱، ولكنّه يبدو علامة على القيامة أكثر منه علامة على الظهور، وأُشير إلى هذا الموضوع في بحث اختلاط العلامات مع أشراط الساعة.۲
وجليّ أنّ حركة الشمس دقيقة ومتقنة في نظام مجرّتها بحيث يتعذّر قبول تغيير جهتها بهذا النحو، ولذلك فطلوعها من المغرب علامة على نهاية عمر الأرض والنظام الكونيّ، ولهذا السبب أيضاً ذكر في ضمن أشراط الساعة.
ومعظم الأحاديث الواردة في طلوع الشمس من المغرب، اعتبرته علامة على نهاية العالم، كما أشارت بعض النصوص إلى حتميّة طلوع الشمس من المغرب فقط، وذكرته مع سائر الحتميّات الأُخرى التي من ضمنها العلامات الحتميّة لظهور الإمام المهديّ عليهالسلام، وتسبّب ذلك في أن يتصوّر بعض الكتّاب أنّها علامات الظهور أيضاً، في حين أنّ أكثر النصوص صرّحت بأنّ هذه العلاّمة بداية ليوم القيامة.