223
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس

يتصوّر أحد عندما نُقل هذا الحديث أن تغدو قم مركزاً لعلوم آل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وبناء عليه فلا يتوفّر دليل لرفض هذا الخبر، وينبغي اعتباره من الأخبار الغيبيّة التي اطّلع عليها الأئمّة عليهم‏السلام وأعلنوا عنها.

ولكن هل انتشار العلوم من قم يعدّ دليلاً على الظهور، وكم هي المدّة الفاصلة بين هذا الحدث وبين الظهور؟ لا توجد إجابة واضحة عمّا سبق، غير أنّه لا منافاة إذا ما مضى زمن طويل ثمّ حصل الظهور ؛ أي لا يمكن التوصّل إلى توقيت من هذا الخبر، ولكنّه مقبول بنحوٍ عامّ.

۹. طلوع الشمس من المغرب

هو عنوان آخر اعتبره بعض الباحثين من علامات الظهور۱، ولكنّه يبدو علامة على القيامة أكثر منه علامة على الظهور، وأُشير إلى هذا الموضوع في بحث اختلاط العلامات مع أشراط الساعة.۲

وجليّ أنّ حركة الشمس دقيقة ومتقنة في نظام مجرّتها بحيث يتعذّر قبول تغيير جهتها بهذا النحو، ولذلك فطلوعها من المغرب علامة على نهاية عمر الأرض والنظام الكونيّ، ولهذا السبب أيضاً ذكر في ضمن أشراط الساعة.

ومعظم الأحاديث الواردة في طلوع الشمس من المغرب، اعتبرته علامة على نهاية العالم، كما أشارت بعض النصوص إلى حتميّة طلوع الشمس من المغرب فقط، وذكرته مع سائر الحتميّات الأُخرى التي من ضمنها العلامات الحتميّة لظهور الإمام المهديّ عليه‏السلام، وتسبّب ذلك في أن يتصوّر بعض الكتّاب أنّها علامات الظهور أيضاً، في حين أنّ أكثر النصوص صرّحت بأنّ هذه العلاّمة بداية ليوم القيامة.

1.. راجع: ص ۶۰ ح ۱۲۱۶ الإرشاد.

2.. راجع: ص ۲۰۳ (اختلاط أشراط الساعة بعلامات الظهور).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
222

يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث.۱

والخلاصة: يُستفاد من كتاب معجم أحاديث الإمام المهديّ عليه‏السلام وكتاب عصر الظهور ـ الذي ورد فيه أيضاً ذكر الخراسانيّ كثيراً ـ أنّ مؤّفَيهما يعتبران صاحب الرايات السود من خراسان هو الخراسانيّ، في حين أنّ الأحاديث المستدلّ بها لا تصرّح أوّلاً باسم خراسان، وليست مؤّلة ثانياً للقبول بها ؛ لأنّ مصدرها الفتن لنعيم بن حمّاد، وكثير من هذه الأحاديث غير صادرة عن المعصوم.۲

۸. انتشار علوم أهل البيت عليهم‏السلام من مدينة قمّ

نقل عن الإمام الصادق عليه‏السلام في كتاب تاريخ قم:

سَتَخلو كوفَةُ مِنَ المُؤمِنينَ، ويَأرِزُ۳ عَنهَا العِلمُ... ثُمَّ يَظهَرُ العِلمُ بِبَلدَةٍ يُقالُ لَها: قُمُّ،

... فَيَجعَلُ اللّه‏ُ قُمَّ وأَهلَهُ قائِمينَ مَقامَ الحُجَّةِ، ولَولا ذلِكَ لَساخَتِ الأَرضُ بِأَهلِها ولَم يَبقَ فِي الأَرضِ حُجَّةٌ، فَيَفيضُ العِلمُ مِنهُ إلى سائِرِ البِلادِ فِي المَشرِقِ وَالمَغرِبِ، فَيَتِمُّ حُجَّةُ اللّه‏ِ عَلَى الخَلقِ حَتّى لا يَبقى أحَدٌ عَلَى الأَرضِ لَم يَبلُغ إلَيهِ الدّينُ وَالعِلمُ، ثُمَّ يَظهَرُ القائِمُ عليه‏السلام.۴

وهذا الأمر حقيقة واضحة قد تحقّقت، ولا توجد قرينة على كونه موضوعاً ؛ لأنّه لا

1.. سنن أبي داود: ج ۲ ص ۳۱۱ ح ۴۲۹۰، الملاحم لابن منادي: ص ۱۸۵، معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج۱ص ۳۹۶.

2.. راجع بصدد هذه الأحاديث: معجم أحاديث الإمام المهديّ: ج ۲ ص ۵۰۳ ـ ۵۰۴ وقارن مع: ج ۱ ص ۳۷۴و ۴۰۵ و المصدر السابق: ج ۱ ص ۴۰۳ و ج ۳ ص ۱۶ و ۲۸ و ۲۷۰ و ۴۷۷ وعصر الظهور: ص ۲۳۸ و ۲۴۵. وعنوان الخراسانيّ انتُزع من الأحاديث في جميع هذه الموارد، وبعبارة أُخرى: هو ما فهمه المؤّف.

3.. في بحار الأنوار : «يأزر» ، وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه كما في تاريخ قمّ (بالفارسيّة) . ويأرز العلم : أي ينضمّ ويجتمع بعضه إلى بعض وأرَزَتِ الحَيَّةُ تَأرِزُ : لاذَت بجُحرِها ورجعت إليه (اُنظر: لسان العرب : ج ۵ ص ۳۰۵ و مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۸ «أزر») .

4.. راجع: ص ۹۵ (إفاضة العلم من قمّ إلى سائر البلاد).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8274
صفحه از 457
پرینت  ارسال به